رواية "ذهب مع الريح" من اشهر الروايات العالمية الخالدة، ورغم انها العمل الوحيد للمؤلفة مرجريت ميتشل إلا انها حققت نجاحا لا مثيل له عبر سنوات طويلة منذ صدورها لأول مرة في عام 6391. والغريب ان صاحبة هذه الرواية لم تكن قبل طبع روايتها سوي امرأة مغمورة تعيش في النسيان، لقد لجأت لكتابتها هربا من الملل والمرض الذي جعلها طريحة الفراش، كانت مرجريت تعمل صحفية في مجلة الصنداي عام 2191 من حوالي مائه عام !! وبعد ان اعتزلت الصحافة وانفصلت عن زوجها رئيس تحرير المجلة بدأت تكتب روايتها الوحيدة علي مدي ست سنوات، كانت تكتب روايتها بطريقة غريبة فمثلا كانت تكتب الفصل الأخير أولا ثم تكتب فصلا في الوسط ثم تعود الي ما قبل الفصل الأخير وهكذا دون انتظام وساعدها علي ذلك انها كانت تتمتع بذاكرة قوية والرواية تروي قصة فتاة بسيطة دمرها الحب في بداية حياتها، ورمي بها بين أحضان رجل أحبها بعمق ولكنها لم تمنحه سوي الكراهية والانتقام، تفاصيل وأحداث مثيرة ترويها "مرجريت ميتشل" في هذه الرواية التي تحمل في طياتها صوراً في المجتمع الأمريكي ككل ومجتمع ولاية جورجيا بشكل خاص، لقد طبع أكثر من خمسة عشر مليون نسخة من "ذهب مع الريح" وأصبحت شخصيات الرواية سكارلت وآشلي وميلاني ماثلة في خيال الناس كشخصية هاملت وروميو وجولييت تماماً.. اما أحداث الرواية فكانت تدور حول الحرب الأهلية الأمريكية من وجهة نظر أهالي الجنوب، وبالتحديد من خلال حكاية (سكارليت أوهارا) حسناء الجنوب ذات الشخصية القوية والإرادة النافذة التي عاشت قسوة وآلام سنوات الحرب، وبعدها عزمت علي الإسهام مادياً وعاطفياً في النضال من أجل إعمار ما خربّته الحرب، وبعد ثلاثة أعوام من إصدار الرواية، أنتجتها هوليوود فيلماً حمل الاسم نفسه، فكان ومازال أكثر الأفلام الأمريكية أرباحاً ورواجاً حتي نهاية القرن العشرين ورغم مرور كل هذه السنوات مازالت فيفيان لي او سكارلت وكلارك جيبل أو ريت بتلر يمثلان أروع قصة حب رومانسية حتي وقتنا الحالي.. في اول ايام العيد عرض فيلم "ذهب مع الريح" واستمر عرضه لأكثر من اربع ساعات، وبقيت طوال هذه المدة مشدودة امام شاشة التليفزيون لا اتحرك حتي لا يفوتني حدث من أحداث هذه الرواية الرائعة التي استطاعت ان تصمد بقوة طوال هذه السنوات!! وفي كل مرة تشاهدها كأنك تراها لأول مرة!