من النادر ان نجد قرية دون ضريح او مقام.. يتبرك الاهالي بأصحابها ويأتي لها القاصي والداني ليقيموا الموالد.. ويقدموا النذور.. ويرددون سيرتهم.. ويتداولون حكايات واساطير حول كراماتهم جيلا بعد جيل. الأخبار قامت بجولة في محافظات قبلي وبحري.. واستمعت لقصص عن السبع بنات في المنيا.. والمتوج بالأنوار في الشرقية.. والشيخ ابوالريش قاهر الوحوش والطيور في البحيرة.. والشيخة «حورية» في بني سويف.. وبركات سيدي «عواض» في القليوبية.. ووجدت صورا وطلبات زواج وعمل في صناديق النذور بالمنوفية.. وعندما سألنا علماء الدين عن الطواف والاعتقاد بأن اصحاب الاضرحة ينفعون ويضرون.. قالوا إنه شرك.. ووصف الاطباء الانجاب والشفاء من الامراض بأنه تخاريف.؛ تعد منطقة «السبع بنات» في مدينة البهنسا بمركز بني مزار الاكثر اقبالا من الزائرين.؛ أجمعت أشهر الروايات علي أن السبع بنات هن مجموعة من النسوة التحقن بجيش عمرو بن العاص لقتال الروم في البهنسا، ولبسن ملابس الرجال وقاتلن معهم، وفي إحدي الجولات غلبتهن طبيعتهن كإناث، فزغردن ابتهاجًا بالنصر، فعرف الروم أنهن نسوة، فتسللوا ليلاً وذبحوهن، وتم دفنهن معًا، بعد ان امتلأت الأرض بدمائهن.؛ يقول سلامة مصطفي زهران كبير مفتشي آثار البهنسا إن السبع بنات لم يعرف أحد عددهن الحقيقي، ربما يكنَّ 7 أو 70، وإنهن قبطيات ولسن مسلمات كما يعتقد الغالبية العظمي، اشتركن في فتح البهنسا، ودافعن عن المكان حتي قتلهن الروم.. ويضيف مستشهدًا بكتاب الخطط التوفيقية ل «علي باشا مبارك» أن هذا الضريح لم يكن موجودًا وكانت هناك مجموعة من القبور علي أرض بها زاوية ميل وانحدار يتمرغ فيها الناس طلبًا للشفاء، إلي أن تم بناء الأضرحة تكريمًا للمكان ومن به.؛ وضريح السبع بنات يشتمل علي القبة الأثرية التي تضم 6 مقابر بالجانب الشرقي، ويقع القبر السابع بالجانب الغربي بجوار البئر الأثرية الواقعة علي عمق 15 مترًا تحت الأرض وبها مياه لا تنقص، كما يضم ساحة المراغة، وكان بها ما يعرف بمجري الحصي أو مجري الدم أو مجري السيل.. وبجانب «السبع بنات» يوجد عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة الذين شاركوا في فتح مصر.. تقول الحاجة هناء ابراهيم «56 سنة»، مقيمة بقرية العباسية بمركز مغاغة، إنها تصطحب نجلتها العاقر وتذهب إلي مقامات السبع بنات بالبهنسا لكي تتمرغ في التراب والرمال لكي تنجب وأضافت أن نجلتها الكبري كانت تعاني من نفس المشكلة وبعد عدة زيارات «لمقامات البهنسا» رزقها الله بطفلين.؛ الدحرجة وتشير «صفية» خادمة المقامات أن المرأة العاقر إذا تمرغت في تراب السبع بنات أنجبت، وإذا تمرغ المريض زال مرضه والمخطئ زال ذنبه والمهموم زال همه وقالت إن عملية الدحرجة تبدأ بأن يقوم الزائر بالنوم علي جنبه الأيمن ثم تقوم هي بدفعه علي الرمال.. أما يوسف سيد من مركز أبو قرقاص، فقد أتي مع خطيبته لرؤية المقامات والتبرك، قبل زفافهما حتي تزيل عنهما الهموم او أي عقبات قد تواجههما حتي يتم زفافهما علي خير.؛ خرافات ومن جانبه، يقول الدكتور محمد حسن أخصائي نساء وولادة بمركز بني مزار بالمنيا ،أن معظم الزوار للمقامات والاضرحة بالسبع بنات بمركز بني مزار، يعتقدون ببعض الطقوس الغريبة والخرافات ومنها القدرة علي الانجاب وهذه معتقدات خاطئة وليس لها اي أساس من الصحة، مؤكداً أن علاج عقم المرأة يعتمد علي التشخيص فهناك حالات تحتاج الي دواء بكمية مختلفة وتحتاج الي متابعة وتشخيص طبي وأضاف أنه من المحتمل تصادف شفاء إحدي السيدات من العقم وحملها في نفس التوقيت الذي ذهبت فيه إلي المقامات لذلك تعتقد أن السبب الرئيسي هو زيارة المشايخ والمقامات نظراً لكثرة الجهل والأمية وعدم التوعية الدينية.؛ المنيا - وفاء صلاح