مرة أخري الإعلاميون (الأمنجية) لكن هذه المرة مع فاصل كوميدي، من نوعية كوميديا (الفارس) أي الهزل واستجداء الضحك والمبالغة والفجاجة... ظن توفيق عكاشة أن خدمته الطويلة في بيوت الأجهزة الأمنية بتنويعاتها المختلفة، تتيح له أن يكون واحدا من أهل البيت، وتمنحه سلطة السيد، متجاوزا الجدلية التاريخية (للسيد والعبد).. ظن أن نجاحه في انتخابات مجلس النواب، تعني أن تكمل الأجهزة دورها، وتقوم بمساعدته في ضم النواب إلي تكتل المستقلين الذي دعا إليه، وتساعده في الصعود إلي رئاسة مجلس النواب!!.. ولما أدرك أن الجميع انفض من حوله، وأدار الأكتاف... بدأ في الصراخ مهددا ببيع ممتلكاته، والهجرة إلي ألمانيا، والاستقالة طبعا من مجلس النواب (رغم أنه لم يحلف اليمين بعد)!! وحين لم يلتفت إليه أحد، صرخ بأعلي الصوت (تاخدوني لحم وترموني عضم) في إشارة إلي الأجهزة الأمنية التي يعمل في خدمتها، هو والكثير من الإعلاميين !!.. وحين منع من الظهور الإعلامي، ولاح الغضب من الجميع... تراجع تماما، واعتذر للجميع.. الإعلاميين والأجهزة، وأكد (أنا مش مهاجر، ولا متنيل)! الملهاة تحولت إلي ماسأة، وإلي فضيحة بالتأكيد، فضيحة لا تمس الأجهزة الأمنية، بقدر ما تمس صورة الإعلامي المستخدم الذليل، الإعلامي الخادم والخاضع، بعد أن تنازل عن حريته واستقلاليته وكرامته ورأيه... وليس صحيحا (كما زعم عكاشة) أن الإعلاميين جميعا خاضعون لسيطرة الأجهزة الأمنية، هناك فقط من هم رهن الإشارة لممارسة أدوار مطلوبة، من تغييب الوعي إلي تزغيط البط...!! صورة إعلامية يجب أن تمحي تماما، ويمحي أيضا التدخل الأمني في الإعلام!