وصل رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» أمس إلي مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية أمس بعد يوم من إعلان استعادة المدينة الواقعة في غرب البلاد من أيدي تنظيم داعش عقب حصار دام شهورا. ورافق العبادي أكبر قائد عسكري في محافظة الأنبار قبل لقائهما بقادة الجيش وقوات مكافحة الإرهاب. وكانت السلطات العراقية قد أعلنت أمس بدء إجلاء 350 مدنيا علي الأقل, كان التنظيم يحاصرهم وسط الرمادي. وأوضح قائد العمليات الخاصة الثالثة في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء «سامي كاظم العارضي» أن «نحو مائة عائلة غالبية أفرادها من النساء والأطفال, سلموا أنفسهم لقوات جهاز مكافحة الإرهاب في المجمع الحكومي وسط الرمادي». وأشار إلي هروب عناصر التنظيم من مركز الرمادي, «ولم تبق إلا قلة» في المدينة. من جانبه قال وزير المالية «هوشيار زيباري» إن استعادة الرمادي اكتملت لكن «يجب علي الحكومة بذل المزيد لإعادة بناء المدينة وتشجيع النازحين علي العودة». وحذر في مقابلة في بغداد من هجوم مضاد قد يشنه التنظيم المتطرف. وقال زيباري إن الجيش العراقي سيحتاج إلي مساعدة المقاتلين الأكراد لاسترداد الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم معتبرا أن الهجوم المزمع ربما يكون «في غاية الصعوبة». وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أن الموصل الواقعة علي مسافة 400 كيلومتر إلي شمالي بغداد هي الهدف التالي بعد استعادة مدينة الرمادي في غرب البلاد. واعتبر زيباري إن استعادة الموصل ستمثل نهاية لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في الأراضي التي أصبحت تحت سيطرته في سورياوالعراق. واحتفل عراقيون في شوارع عدة مدن باستعادة جيشهم لمدينة الرمادي, كما هنأت عدة دول العراق علي استعادة المدينة من قبضة داعش. وفي الولاياتالمتحدة أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس «باراك أوباما» أبلغ بأحدث التطورات. ودعا وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» في بيان بغداد إلي أن تنتهز الفرصة لحفظ السلام في الرمادي ومنع عودة داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة وتسهيل عودة مواطني المدينة. من جهته قال قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية «لويد أوستن» في بيان إن استعادة الرمادي جاء بالتزامن مع خسائر كبيرة لحقت بالتنظيم في مناطق أخري من العراق. كما اعتبر المتحدث باسم التحالف الدولي ضد التنظيم «ستيف وارن» أن مهمة القوات العراقية في المدينة لم تنته بعد لأن عناصر داعش لا تزال موجودة في بعض المواقع. في الوقت نفسه هنأت كل من بريطانيا والأردن العراق باستعادة مدينة الرمادي من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال وزير الخارجية «فيليب هاموند» في بيان إن «هؤلاء الإرهابيون المتوحشون خسروا 30% من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق». كما قال بيان للحكومة الأردنية أن تحرير الرمادي يعتبر خطوة مهمة وإنجازا نوعيا في الحرب ضد الإرهاب.