ولم تمر سوي فترة قصيرة حتي اثبت البابا تواضروس ان الكنيسة المصرية لا تختار راعيها من فراغ فوجئت احدي اللجان الانتخابية بقداسة البابا تواضروس المعظم بابا مصر العظيم فوجئت اللجنة الانتخابية بالبابا يدخل عليهم ليدلي بصوته. كان لهذا المجيء معان جميلة وعظيمة كثيرة جدا أولعها انه كان من الممكن ان يطلب من اللجنة ان تذهب إليه في الكنيسة ليدلي بصوته ولكن البابا ضرب مثلا جميلا لكل المصريين بذهابه إلي اللجنة ليدلي بصوته ذلك ليس لمجرد الذهاب فقط ولكن لحرص بابا المصريين اقباطا ومسلمين أن يدلي بصوته وان يكون له رأي في من يريد ان يحمل هموم الوطن إلي مجلس الشعب. ان ذهاب رجل الدين وليس اي رجل بل كبير الكنيسة إلي لجنة الانتخاب ليدلي بصوته ليس واجبا شخصيا فقط ولكن هو يريد ان يقول انه جزء من تنفيذ الدين المضبوط ان يكون للانسان رأي في أولي الامر منا. والبابا تواضروس من قبط مصر العظام وقد عرفته حينما كان مطرانا للبحيرة قبل رسامته بابا للمصريين وقد كانت لي علاقات طيبة بأهل البحيرة حكومة وشعبا وسمعت عنه كثيرا من مسلمي وقبط مصر من أهالي البحيرة. وقد كنت من اصدقاء البابا شنودة وقمت بعمل حوارات معه في التليفزيون وكانوا يطلقون علي «نعم الشنودية» نسبة لبابا مصر المعظم الراحل البابا شنودة وحينما تمت رسامة البابا تواضروس حضرت قداس رسامته وكنت ابكي لأنها المرة الأولي التي ادخل فيها الكنيسة بعد رحيل البابا شنودة المعظم ولم أكن اتخيل ان هناك من يستطيع ان يملأ مكان بابا مصر المعظم شنودة الثالث أولا لانه ظل علي كرسي الباباوية سنوات طويلة واصبح جزءا من فعاليات وافراح واحزان الوطن وحينما تم «نياحته» كما يقول الاخوة الاقباط حزنا جميعا واحسسنا ان فراغه لن يملأه احد وحينما تمت رسامة البابا تواضروس انتظرنا ان يأخذ مكانه في القلوب بعد ان اخذ مكان البابا شنودة. ولم تمر سوي فترة قصيرة حتي اثبت البابا تواضروس ان الكنيسة المصرية لا تختار راعيها من فراغ فكان علامة من علامات الجودة والعظمة علي قبط مصر العظام في جميع مواقفه ووصل إلي مكانة البابا شنودة في قلوبنا بكل لفتاته وبصماته الانسانية علي جدار الوطن لكل اهل مصر من مسيحيين ومسلمين ولا اخفي من عقلي وقلبي ان اقول له.. ابونا تواضروس ما اعظمك.