مستتراً بظلام الليل، وفي سرية تامة كمن يخشي الفضيحة، غادر الدكتور علي جمعة مفتي مصر القاهرة مساء الثلاثاء الماضي متوجهاً إلي العاصمة الأردنية »عمان«، لكي يتوجه منها إلي القدس مخالفاً إجماع علماء الأمة بعدم زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، لما يمثله ذلك من تطبيع مع العدو الصهيوني، مهما كانت دفوع من يفعل ذلك.. ومع ذلك فعلها جمعة وذهب إلي القدس متخلياً عن زيه الأزهري وصلي في المسجد الأقصي، والتقط العديد من الصور التذكارية مثل السياح الأجانب، تحت حماية كاملة من السلطات الصهيونية، التي سمحت له بالصلاة في المسجد، وهي التي تمنع واحداً مثل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني من الصلاة في الأقصي! الدكتور علي جمعة لم يذهب إلي القدس باعتباره شخصاً عادياً، ولكنه أحد رموز علماء الإسلام في مصر، ومع ذلك لم يكلف نفسه باستطلاع رأي شيخ الأزهر صرحنا الإسلامي الكبير الذي ينتمي جمعة إليه.. ولم يكلف نفسه وهو من يفتي المصريين أن يفكر في موقف المصريين من هذه الزيارة المشئومة، فهل يمكن بعد ذلك أن نثق في فتاويه؟.. وهل نثق فيه شخصياً وقد أتي بفعل يسعد الصهاينة ويمكنهم من فرض سيطرتهم علي الأقصي والقدس؟.. ولم لا وقد منحهم جمعة فتوي شرعية بذلك؟! لقد عاصرت هزيمة 7691 وأنا في بداية مرحلة الشباب، وكم آلمتني هذه الهزيمة المريرة، وكم حنقت علي القيادة الفاسدة التي تسببت فيها، ولكنها أبداً لم تكسرني وكنت أؤمن بأن النصر آت.. أما علي جمعة فقد كسرني كمسلم وعربي وكمواطن مصري، عشت عشرات السنين وأنا أعرف موقف الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وكلاهما موقف شريف الرافض لهذه الزيارة.. فلماذا فعلتها يا دكتور جمعة؟.. وما المقابل الذي حصلت عليه؟.. ولماذا ذهبت إلي القدس سراً؟.. وهل هناك سر لا نعرفه وراء زيارتك غير الميمونة؟! لقد كسرتني يا رجل، وأهنتني وأهنت شعب مصر كله وأهنت المسلمين والأقباط.. ولم يعد يشرفنا أن تظل في موقعك كمفتي لمصر.. بل إن علماء المسلمين يتبرأون من فعلتك.. فلتحترم نفسك وتتواري عن أعيننا، واترك منصبك بكرامة قبل أن تتركه مطروداً.. فما فعلته أمر مخجل وغير مشرف!!