يمنع الأزهر ما يمنع.. لكنا جميعا سنشاهد فيلم (محمد رسول الله) للمخرج الإيراني مجيد مجيدي, والذي ظل يعمل مع فريق من الباحثين والمتخصصين 8 سنوات متواصلة, لإنجاز الفيلم, وبأعلي تكلفة عرفتها السينما الإيرانية (50 مليون دولار) فعلوا ذلك للرد علي الصور المسيئة للرسول التي ظهرت في الغرب, ولتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام, وتقديم صورة حقيقية عن الدين الإسلامي ورسوله... ورغم أن تجسيد الشخصيات الدينية علي الشاشة ليس ممنوعا,ولا مكروها,ولا محرما لدي الشيعة..في كتبهم وعلي جدران البيوت, صور مرسومة للرسول عليه السلام, والإمام علي, والحسن والحسين, ومئات الشخصيات الدينية التي تناولتها الدراما الإيرانية (الفاروق عمر بن الخطاب, السيدة مريم, النبي يوسف)..لكن المخرج الإيراني (مجيد مجيدي) في فيلمه (محمد رسول الله) حرص تماما علي عدم إظهار ملامح شخصية الممثل الذي يؤدي شخصية الرسول, والإكتفاء بزوايا تصوير جانبية بعيدة, تجنبا لتصاعد الخلاف الفقهي السني الشيعي حول التجسيد, رغم أن الفيلم يقدم فقط نشأة الرسول, من طفولته حتي الثالثة عشرة. الفيلم الذي افتتح مهرجان (مونتريال)السينمائي بكندا قبل أيام, وأعتبر (قنبلة المهرجان)كأحد أهم الأفلام الدينية العالمية.. أعلن الأزهر رفضه, ومنع دخوله إلي مصر, واعتبر أيضا أن الفيلم (تصرفا غير مسئول من إيران)!! نفس النهج المتشدد والمتعنت.. يرفع الخلاف الفقهي إلي حدود الإساءة والعمل غير المسئول والتجاوز والكفر...هكذا يتشدد الأزهر بالمنع والمصادرة لأفلام تدافع عن الدين ورسوله, وتسعي لتقديم قيمة العظيمة إلي العالم.. بينما يتردد ويرفض تجريم وتكفير(داعش) بكل ما تفعله من تشويه حقيقي للإسلام..!