لم تمض ساعات قليلة علي كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي التي صدرت من القلب الي اسرة الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام لمصر.. حتي شهدت ارض سيناء الحبيبة ما اشار اليه بشأن الحرب الشرسة الغادرة التي تخوضها قواتنا المسلحة والامنية ضد عصابات الارهاب الاسود. الموقعة الجديدة دارت رحاها من الساعة السادسة من صباح امس الاول وحتي ساعة متأخرة من الليل في يوم من ايام شهر رمضان المبارك.. ان وقائعها جاءت لتكون برهان واثبات وتصديق لكل ما قاله الرئيس . انه كان يتفاعل ويتعايش مع هموم الوطن في هذه اللحظات الحزينة المصاحبة لتشييع الراحل العظيم هشام بركات الي مثواه الاخير. عكس ذلك مشاعره المثقلة بأعباء تواصل عملية بناء المستقبل للنهوض بالدولة المصرية وتوفير الحياة الكريمة لشعبها. هكذا وبينما كنا نعمل علي عبور الحالة المأساوية التي كنا نعيشها علي وقع العملية الارهابية الخسيسة التي راح ضحيتها النائب العام.. فاجأتنا اخبار تلك الهجمات الاجرامية التي تعرضت لها مجموعة من مواقع قواتنا المسلحة والامنية في منطقة العريش والشيخ زويد بشمال سيناء. المعلومات التي تم تداولها علي شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض الفضائيات افتقدت للمصداقية وهو ما اصابنا بالحزن والوجوم. استمرت هذه الحالة طوال اليوم لتصل الي حد الاحباط الي ان اعلن المتحدث الرسمي لقواتنا المسلحة في الساعة الثامنة مساءاً بيانا هاما عن احداث هذا اليوم.. ماتضمنه هذا البيان من معلومات موثقة جعلتنا نتنفس الصعداء ونقول بأعلي الصوت.. الحمد لله مصحوبا بالدعاء بالتوفيق لرجال قواتنا المسلحة الابطال وبالرحمة للشهداء الذين كانوا محور لاداء قواتنا المسلحة البطولي. جاءت هذه المعارك في اطار حربنا ضد عصابات الاذناب والعملاء الذين يعملون لصالح تنظيمات التخلف المتحالفة مع القوي الخارجية المعادية والمتآمرة علي مقدرات مصر المحروسة. لقد عادت الينا الروح عندما بشرنا هذا البيان بخسائر هذه العصابات التي تمثلت في نجاح قواتنا المسلحة في تصفية مايزيد علي المائة من افرادها وتدمير الكثير من المعدات والاجهزة القتالية التي استخدمتها في هجماتها الغادرة.. ان نتائج هذه المعركة ووفقا لما جاء في البيان العسكري يعد ضربة قاصمة لهذه الجوقة الارهابية وهزيمة ثقيلة لمن يقفون وراءها. ان ما احاط بأحداث هذه المعركة كانت تجسيدا عظيما لبطولة رجال قواتنا المسلحة وانجازا هائلا لأبطال قواتنا الجوية في مطاردة فلول المهاجمين. علي ضوء ماحدث علينا ان نستعد بمزيد من الاستنفار واليقظة لمواجهة فشل هذه الممارسات الارهابية التي ان دلت علي شيء فإنما تدل علي حالة اليأس المجنون الذي اصاب المتآمرين والممولين لهذه العمليات. كل الدلائل تؤكد ان ما تقوم به هذه العصابات الارهابية «المعشعشة» في سيناء تعتمدعلي شبكة من العناصر الخائنة التي تمدها بالمعلومات . هذا الامر يحتم علي رجال قواتنا المسلحة الحامية لأمن واستقرار هذا الوطن ان تنتبه لنشاط العملاء الذين يقومون بمد الارهابيين بالمعلومات وهو ما يتطلب المتابعة المتواصلة لافشال مايستهدفونه . بعد هذه المواجهة الحاسمة لهذا الخطر الجسيم الذي استهدف مقوماتنا علي امل اسقاط الدولة المصرية ليس امامنا سوي تعبئة امكاناتنا كشعب ودولة ساعين الي التوحد لتحقيق القضاء المبرم علي هذه البؤر الارهابية في كل ربوع مصر. علينا ان نؤمن ان الله معنا لاننا مع الحق ضد نزعة الضلال والخداع والتآمر والتي لاهدف من ورائها سوي العمالة للقوي الخارجية وتشويه الدين الإسلامي الحنيف.