قنابل «المونة» وصلت إلى حقائب التلاميذ قد يبدو أنها حادثة عادية مثلها مثل الجرائم التي نقرأها في الجرائد ونشاهدها يوميا في التلفاز ولكن هذه المرة تختلف بعد حادثة تلميذ الاعداي التابع لأحد المعاهد الأزهرية بالمعادي والذي لجأ إلي شراء «قنبلة مونة» من زميله الطالب في المرحلة الثانوية بنفس المعهد مقابل «30 جنيها» ووضعها في حقيبة زميله من اجل الانتقام منه.. اثارت الحادثة حالة من الاستهجان والحذر وردود أفعال الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي متساءلين عن كيفية شراء «طفل» لا يتجاوز عمره ال 15 عاما لقنبلة ووضعها في حقيبته المدرسية انتقاما من زميله.. بكل ما تحتويه من بارود خام والأمواس والمسامير والزجاج والجير الحي والزلط ونجد انفسنا امام قضيتين الاولي قضية تلك القنابل التي تباع في الشوارع.. عيني عينك. في مناطق شمال وشرق القاهرة كالخرشاوي والزاوية الحمراء ومنشية الصدر والمليحة وعزبة مكاوي وحدائق القبة والمرج وعزبة النخل والزيتون وحلوان والمعصرة ودار السلام، اضافة إلي القضية الثانية الخاصة بوصول العنف إلي المدارس. ويوضح اللواء محمد نور «مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني» إن هناك مشتقات وأسماء أخري لتلك القنابل فمنها «الكونكلا-والباذنجانة- والمهرجانات وبعض من قنابل الدخان يدوية الصنع» والتي يحتوي جميعها علي مادة «الكلة» اللازقة والتي تستخدم في صناعة الأحذية ويتم وضعها علي البارود الخام مع الزجاج والمسامير والأمواس والزلط الصغير والحديد والجير الحي وبعض البلي المعدني .. وعند تفجيرها تنتشر في كل مكان وتلتصق بأي جزء من الجسم نظرا لوجود مادة الكلة ولا تخرج منه إلا مع طلوع «اللحم والجلد» . أما د. ايهاب يوسف «الخبير في ادارة المخاطر الأمنية» فيري ان المواد التي تتكون منها القنابل البدائية متداولة وفي متناول الجميع مثل «الأسيتون» وعلي ضباط المباحث في هذه المناطق ان يكون عندهم قائمة بهذه المواد واماكن بيعها وعمل قائمة بمن الذي يشتري اكثر من هذه المواد ومن ثم الكشف عن صناع هذه التجارة المحرمة بعد السير وراء هذا الخط للكشف عن عمالقة هذه التجارة،. ومن جانبها أكدت د. سامية خضر «أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس» أن اسباب هذه الظاهرة الغريبة علي مجتمعنا ترجع إلي تدهور المحتوي الذي يقدمه «الإعلام الفضائي» في الوقت الذي نحارب فيه الإرهاب بشتي صوره وتقول ان البرامج التي كانت تعمل علي حل مشاكل الأسرة في التسعينيات غابت تماما وأصبحنا لانهتم بقضايا الطفل او الصحة حتي استطاع الطفل ان يدخل مدرسته حاملا حقيبته وبداخلها «قنبلة». أما د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي فيري ان ذلك الحادث يرجع إلي غياب دور 3 جهات وهي: الأسرة والمدرسة والإعلام بشتي أشكاله ،ودعا إلي تنفيذ حملات توعية من مخاطر التعرض إلي المفرقعات او المواد القابلة للاشتعال، وأكد ان هؤلاء الأطفال الذين اشتروا «قنبلة المونة» بالتأكيد يعيشون في جو ومناخ اجرامي فيجب علي الدولة ان تحل هذه المشكلة أمنيا اولا ومن ثم يتم حلها تربويا وعلي مراحل وفي هذه الجهات الثلاث. وأشار عبد المحسن إلي أن هؤلاء التلاميذ من مناطق معروفة بانتشار العناصر الإخوانية المخربة فيها مثل مناطق المعصرة والهرم وحلوان فالأطفال تم غسل مخهم بالسموم التي يبثها نشطاء هذه الجماعة الإرهابية. محمد وهدان