بعد أن أشاع الرعب في غرب افريقيا طيلة 2014 مخلفا أكثر من 6500 قتيل وأثار القلق في جميع أنحاء العالم، هل يشهد وباء إيبولا تراجعا خلال 2015 بفضل التعبئة الدولية؟ سوف يواصل فيروس الإيبولا انتشاره في غرب أفريقيا مع نوبات تفشي متقطعة للوباء في البلدان القريبة من سيراليون وليبيريا وغينيا وربما تظهر حالات في مناطق أبعد. لكن السلطات أكثر تفهما للمخاطر والحاجة إلي تتبع من خالطوا المرضي الأمر الذي يشير إلي أنه سيتم احتواء المرض قبل أن يزداد حجم الخسائر البشرية والاقتصادية. وفي الوقت نفسه قد يغير التطوير السريع للأمصال والعقاقير التجريبية اتجاه الأحداث في الدول الأكثر تضررا إلا أن ذلك لن يحدث إلا بعد أن يكون مرض الإيبولا قد مزق النسيج الاجتماعي والاقتصادي الضعيف بالفعل في هذا الجزء من أفريقيا. ويؤكد جان فرانسوا دلفريسي، منسق التحرك الفرنسي ضد «إيبولا» وجوب البقاء في حالة التأهب والحذر مع توقعاته بأن يحرز المجتمع الدولي تقدما اعتبارا من ربيع 2015. وقد تشهد سنة 2015 الإعلان عن طرح أدوية جديدة ولقاحات، لكن العالم لا يملك أيا منها في الوقت الحالي في مواجهة الفيروس القاتل. ويقول مايكل كوريلا، المسؤول في المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية "نأمل في الحصول علي أولي النتائج للأدوية الجديدة بنهاية الربع الأول" من 2015. ويفترض أن تبدأ التجارب في الأسابيع المقبلة في غينيا وليبيريا علي دواءين مضادين للفيروس هما فافيبيرافير (لشركة فوجيفيلم اليابانية) وبرنسيدوفوفير (لشركة شيميريكس الاميركية). ويتوقع أن تعلن نتائجهما في النصف الأول من 2015. ويقول خبراء أن الحل قد يكون في الجمع بين عدة جزيئات مضادة للفيروس. أما في ما يتعلق باللقاحات، فتعمل ثلاث شركات عملاقة علي تطوير 3 لقاحات مختلفة هي البريطانية غلاكسو سميثكلاين والأميركيتان ميرك وجونسون اند جونسون. وجرت تجارب أولية علي لقاحين تجريبيين بانتظار اختبار فاعليتهما علي مجموعات أكبر خصوصا في أفريقيا. ويتم العمل حاليا علي تطوير فحوصات سريعة وفاعلة ورخيصة للكشف عن الإصابة بالفيروس، سيشكل توفيرها تقدما حقيقيا في محاربة إيبولا. الطعام مشكلة وقد حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة في تقرير مشترك من أن عدد الأشخاص الذين يواجهون عدم توفر الطعام بسبب وباء إيبولا في غينيا وليبيريا وسيراليون يمكن أن يتجاوز مليون نسمة بحلول مارس 2015 ما لم تتحسن إلي حد كبير فرص الحصول علي الغذاء أو تتخذ تدابير فعالة لحماية المحاصيل والإنتاج الحيواني. وذكرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي في تقريرهما المشترك أن تأثير المرض يمكن أن يصبح مدمرا في البلدان الثلاثة التي تناضل أصلا بسبب انعدام الأمن الغذائي المزمن. كماأن إغلاق الحدود والحجر الصحي وحظر الصيد وغيرها من القيود تعرقل علي نحو خطير وصول موارد الغذاء إلي البشر وتهدد معيشتهم. وتشير التقديرات إلي أنه خلال الشهر الماضي عاني نصف مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد فعليا بسبب تأثير فيروس إيبولا في البلدان الثلاثة. وقد كشف تفشي المرض عن مدي ضعف نظم إنتاج الأغذية الراهنة لدي أسوأ البلدان المتضررة بالإيبولا ومنظمة الفاو وشركائها في حاجة إلي التحرك السريع من أجل التغلب علي اضطرابات الزراعة والأسواق وتأثيرها المباشر علي سبل المعيشة مما قد يفضي إلي تأزم الأمن الغذائي.