مفهوم تجديد الخطاب الديني، حوله خلاف في الرأي لم يقتصر علي المفكرين وعلماء الدين، بل امتد الخلاف ليكون بين علماء الدين وبعضهم البعض، بينما رأي البعض الأزمة تكمن في الفكر وليس في الخطاب الديني، في الوقت الذي اتهم فيه آخرون المؤسسة الدينية بتراجع هيبتها خلال السنوات الأخيرة. قضية تجديد الخطاب الديني ليست قضية موسمية ولكنها قضية إسلامية مستمرة متواصلة باختلاف الزمان والمكان، والإسلام دين يزرع الأمل في النفوس، فالقرآن الكريم يقول: «قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا». فقضية تجديد الخطاب الديني ليست قضية وزارة الأوقاف أو الأزهر لكنها قضية تهم المجتمع ككل، فالتجديد سنة الحياة، والدين له ثوابت لا يمكن لأحد أن يتحدث فيها. فالقضية هي مخاطبة الناس علي حسب الزمان والمكان ولا يوجد خلط في تجديد الخطاب الديني وبين ثوابت الدين. التشدد في الدين كارثة كبري وينفر الناس من الدين، وقضية الخطاب الديني قضية تابعة مرتبطة بالفكر، والأزمة عندنا ليست أزمة خطاب لكنها أزمة فكر وتجاهل لحقيقة الإسلام، فنحن نحتاج إلي اصلاح الفكر الديني قبل الخطاب الديني، كما ان تجديد الخطاب الديني يرتبط ارتباطا وثيقا بالاجتهاد وتصحيح المفاهيم، والاتصال بالثقافات الأخري أمر وارد وأساسي لرجال الدين الإسلامي حتي يقدموا الإسلام بصورة صحيحة، فعلماؤنا الكبار درسوا في الخارج وانفتحوا علي العالم وأدركوا أن هناك اختلافا في الثقافات، عملية تشويه الإسلام بالدخول في فرعياته التي لا تهم الأمة.