في هذه الأيام تعيش مصر الثورة أزهي أيامها وهي تخطو بخطوات ثابتة لتحقيق مستقبل مشرق من خريطة المستقبل ومنها اختيار الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية ثم بعد ذلك انتخاب مجلس الشعب البعد عن إرادة الجماهير محققا آمالها ورغم تلك الأفراح علي مستوي محافظات مصر.. لن ننسي 5 يونيو الحزين.. رغم 47 عاما مضت علي ذكري أليمة حزينة علي كل مصري وعربي ذكري النكسة الظالمة لخير أجناد الأرض «جند مصر الأبطال» أنا شاهد عيان علي معركة 1967.. في ظهر يوم 5 يونيو 67.. فجأة ظهرت 4 طائرات خارجة من البحر الأبيض كالغربان السمراء.. لتضرب رادار العريش والمطار وتتصاعد منهما أدخنة سوداء كثيفة.. وتفرقت الآلاف إيذانا ببدء المعركة.. الكل كان واثقا من النصر وتحرير فلسطين وبتر هذه الشوكة السرطانية التي غرسها الاستعمار في جسد الوطن العربي.. وصحونا فجأة في ذهول لقد هزمنا في المعركة وتقهقر جيشنا المنتشر علي طول الحدود وفي الصحراء الجرداء والحر القائظ وتجمع الآلاف من أبناء القوات المسلحة في مدينة العريش عاصمة سيناء وهنا قام اللواء محمد عبدالمنعم القرماني محافظ سيناء «عليه رحمة الله» بتوزيع البنادق والرشاشات والذخائر علي أفرادالمقاومة الشعبية شبابا وشيبة وحفرنا الخنادق في كل بيت وموقع استراتيجي للدفاع عن مدينة العريش لنكون رمزا للصمود والتحدي. وبدأت مجموعة من شباب سيناء يتزعمهم الراحل البطل المهندس الكاشف محمد الكاشف بطباعة المنشورات وتوزيعها في كل مكان تدعو للمقاومة والاضراب العام وبالفعل نجح الاضراب وتناقلته أجهزة الإعلام العالمية وقام الشباب بإنزال العلم الإسرائيلي ورفع علم مصر رغم وجود الاحتلال وأصبح هذا الحدث حدثا قوميا يحتفل به أبناء سيناء شعبيا سنويا في مدينة من مدن المحافظة. واشتد بأس العدو الإسرائيلي علي الشعب في سيناء واشتدت ضراوة المقاومة علي ربوع سيناء وأبت الجماهير السيناوية العمل مع العدو.. وفي يوم رغم ضرب طائراتنا وهي رابضة في المطارات قامت طائرتان مصريتان يقودهما الطياران الفدائيان محمد حسن شحاتة ومحمد علي خميس واشتبكتا مع الطائرات الإسرائيلية في سماء مدينة العريش وبعد معركة شرسة شاهدها أهالي العريش قاطبة سقطت الطائرتان وقفز الطياران بالمظلات بوادي العريش ونقلهما المواطنون إلي مستشفي العريش حيث كان أحدهما مصابا وقام السائق البطل المرحوم طلعت عروج والسائق البطل المرحوم محمد الهندي بالتعاون مع مدير المستشفي بتهريبهما إلي منزل البطل اسماعيل خطابي وقامت زوجته بقص شعرها لوضعه علي جرح في جبين الطيار لتصويره واستخراج بطاقتين مزورتين لهما وحدثت قصص وبطولات لاخفائهما رغم ان العدو الإسرائيلي أصيب بحالة من الجنون للحصول عليهما بأي طريقة ولكنه فشل واستطاعت المقاومة توصيلهم إلي الأم مصر ليقودا طائرتين حديثتين في حرب الاستنزاف ومعركة الكرامة والنصر في 73 الماجدة.. وهناك الآلاف من قصص البطولات لجيش مصر وأبناء سيناء رغم هزيمة معركة 67 الظالمة لم يسجلها التاريخ ولكن سطرتها قلوب كل مواطن سيناوي.