اتفقت قوات الرئيس السوري "بشار الأسد" ومقاتلي الجيش الحر علي ترتيب هدنة في حي "برزة" شمال دمشق بعد نحو عام من الإشتباكات والعمليات العسكرية. ويأتي الاتفاق الذي جاء بوساطة لجنة من أهالي الحي بعد أقل من أسبوعين علي خطوة مماثلة في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة، بعد حصارها لنحو عام. وقال بيان للجيش ول"تنسيقية برزة" ان الطرفين اتفقا علي "انسحاب الجيش من كل أراضي الحي وتنظيف الطرقات تمهيدا لفتحها للمدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين "من أبناء الحي" من سجون النظام". كما يشمل الاتفاق "السماح بعودة الأهالي بعد إصلاح الخدمات"، خلال نحو أسبوعين. وفي 25 ديسمبر الماضي أعلنت هدنة في مدينة معضمية الشام مما أتاح إدخال المواد الغذائية إلي المنطقة للمرة الأولي منذ أشهر. وبعد أيام من إعلان الهدنة، اندلعت اشتباكات لمدة قصيرة، إلا أنها سرعان ما توقفت. جاء هذا في الوقت الذي تحتدم فيه معارك بين مقاتلي فصائل المعارضة وصفها نشطاء في وقت سابق ب"الأشرس" منذ إندلاع القتال قبل نحو ثلاث سنوات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان امس أن مقاتلين منافسين ل"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الموالية للقاعدة ذ هاجموا معقلها بمدينة الرقة شمال البلاد، وتمكنوا من تحرير 50 معتقلا. وفي المعارك المستمرة منذ أيام، أفادت أخر حصيلة ان ما لا يقل عن خمسين مقاتلا لقوا مصرعهم خلال اليومين الماضيين في المواجهات بين الطرفين. وأعلن "لواء التوحيد" وهو أبرز تنظيمات "الجبهة الاسلامية" التي تقاتل داعش الي جانب سبعة تنظيمات أخري بينها "جبهة النصرة" ومقاتلي الجيش الحر و"جيش المجاهدين" - "ان ما يحدث هو عملية تنظيف في صفوف الثورة". وكانت داعش قد هددت في وقت سابق بالإنسحاب من جبهات القتال في محافظة ومدينة حلب وتركها بأيدي قوات نظام الأسد في حال لم توقف الكتائب المسلحة المعارضة هجومها علي مواقعها. وانسحب مقاتلو داعش امس الأول من معاقل رئيسية لهم في بلدة الدانة وبلدة اطمة في محافظة إدلب تحت وقع المعارك. وفي تركيا، أعاد الإئتلاف الوطني المعارض انتخاب "أحمد الجربا" رئيسا له، وذلك خلال اجتماع بمدينة اسطنبول تضمن ايضا مناقشة الموقف من محادثات "جنيف 2" المقررة بسويسرا. وكان المجلس الوطني السوري المعارض الذي يعتبر ابرز تشكيلات الائتلاف كرر رفضه المشاركة في المحادثات. وأعلن "فايز سارة" المستشار السياسي والإعلامي للجربا إن لدي جماعته "قائمة بشخصيات تنتمي للنظام لكنها صالحة لأن تكون ضمن هيئة الحكم الانتقالية، التي يهدف مؤتمر جنيف2 إلي تشكيلها". يأتي هذا في الوقت الذي تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية في مخيم "اليرموك" بالعاصمة السورية دمشق والمحاصر منذ نحو ستة أشهر، مما أدي إلي تسجيل حالات وفاة، لا سيما بين الأطفال بسبب الجوع.