إسقاط الاسد الهدف الرئيسي لأوباما، وفشل الضربة التي كان يسعي اليها ، جعله أخيرا يفصح بما داخله تجاه نظام الاسد، حيث قال الرئيس أوباما إنه يجب في نهاية المطاف أن يحدث تحول سياسي في سوريا يتخلي فيه الرئيس بشار الأسد عن السلطة في أعقاب اتفاق أمريكي روسي يهدف إلي كسب سيطرة دولية علي الأسلحة الكيماوية السورية. وقال أوباما لشبكة تلفزيون تيليموند والا يغيبن عن الذهن أنه من الصعب للغاية تصور أن تخمد الحرب الأهلية (في سوريا) إذا كان الأسد باقيا في السلطة."وقال إنه ما زال يهدف "إلي تحول يخرج فيه (الأسد) من السلطة" علي نحو يحمي الأقليات الدينية في سوريا ويضمن ألا تصبح للمتطرفين الإسلاميين اليد الطولي داخل البلاد. وأضاف أوباما قوله إن الخطوة الأولي الآن هي "ضمان أن يكون بمقدورنا التعامل مع مسألة الأسلحة الكيماوية."وقال انه بعد ذلك ستكون الخطوة التالية هي الحوار مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية والبلدان التي تساند سوريا مثل روسيا لنقول "هيا نضع نهاية لهذا." في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الاتفاق الأمريكي الروسي يكون بمقتضاه تسليم سوريا أسلحتها الكيماوية ويجب أن يدعمه قرار من الأممالمتحدة له قوة إجبار الرئيس بشار الأسد علي الامتثال. وقال كيري للصحفيين في الكونجرس "لن يحدث ذلك إلا مع إصدار الأممالمتحدة قرارا قويا. ولن يحدث إلا بإنفاذ العالم له مع وقوف روسيا بجانبنا في هذا الجهد وأخيرا سيحدث حينما يفي الأسد بما وافق علي فعله."وأضاف قوله "من المهم أن يبقي التهديد باستخدام القوة مطروحا علي مائدة البحث لضمان إذعان نظام الأسد. ولذا سنستمر في العمل في هذا الاتجاه." في التصريحين تلميح مؤكد ان امريكا يهمها في المقام الاول إسقاط نظام بشار ومحاولة الضغط علي الدول المؤثرة عالميا للدفع في هذا الاتجاه، علي نحو مختلف بداء الموقف الامريكي من مصر في الاختلاف ولعل المحادثة الاخيرة بين هيجل والسيسي تعكس هذا التحول حيث طلب وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي المضي قدما بخطة خريطة الطريق السياسية، التي أعلنها الجيش بعد عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل في بيان له إن هيجل حث السيسي خلال اتصال هاتفي أجراه الأول علي "مواصلة القيام بخطوات لإظهار التزام الحكومة الانتقالية بالمضي قدما في خريطة الطريق السياسية".وأضاف أن الوزيرين تباحثا حول "الجهود التي تبذلها مصر من أجل ضمان الأمن وإعادة بناء المؤسسات القبطية التي طالتها أعمال العنف وكذلك فرض الأمن في صحراء سيناء".ويأتي الاتصال بعد أن تعرضت عشرات الكنائس والمحال والمدارس ومؤسسات قبطية أخري للنهب والحرق خلال الأسابيع الماضية. كما تشهد سيناء توترا أمنيا منذ تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير2011، زادت وتيرته بعد عزل مرسي، حيث تشن مجموعات مسلحة هجمات علي قوات الجيش والشرطة. تعكس هذه المحادثة عن اكثر من اتجاه، الاول هواعتراف امريكا بشكل واضح بخارطة الطريق والأمر الثاني ان امريكا تدعم هذه الخارطة وتدعو للسير في تنفيذها بشكل سريع ووفق التوقيتات الزمنية المقررة ، ويشكل ذلك تحولا إيجابيا ملموسا في الموقف الامريكي نحو ثورة يونيو وعزل مرسي. ويبدو ان رصيد أوباما الذي كاد ان ينفد لمواقفه السياسية الاخيرة حمسه من اجل ان يعيد الحياة مرة اخري للسلام بين اسرائيل وفلسطين حيث يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كل علي حدة نهاية هذا الشهر في نيويورك علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد البيت الأبيض أن الرئيس أوباما سيستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 30 سبتمبر. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني إن الرجلين سيبحثان موضوعات عدة أبرزها مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وملفا سورية وإيران وآخر التطورات في الشرق الأوسط. كل هذه الخطوات التي تتم تؤكد ان امريكا تسعي الي استعادة هيبتها مرة اخري.