هناك الكثيرون الذين أنعم الله عليهم بالسيرة الطيبة في الدنيا وحسن الخاتمة ونسأل الله أن يجعلنا منهم ولا نزكي علي الله أحدا ولكن نحسب أن الأخ والصديق المرحوم كرم سنارة كان من هذه النوعية الطيبة فالعلاقة بيني وبينه كانت عبر سنوات طويلة مجرد علاقة زمالة وتعاون بسيط بحكم تواجدي خارج القاهرة ولكن بعد أن اسند إليه الاشراف علي قسم المحافظات توطدت العلاقة واكتشفت فيه معدن انسان طيب القلب ورفيع الخلق وعف اللسان ويشعرك بمودته وكأنك تعرفه منذ سنوات طويلة ومن كرم خلقه أن يعطي للناس شعورا بالأخوة وأنت تتحدث معه فكان لا يخاطبني إلا بقوله عامل ايه يا عم نبيل كما كان يحب الخير للناس قبل نفسه وعشناه دائما يسعي لتحقيق الخير لزملائه في القسم والسعي لاقرار حقوقهم كما كان من أدبه عندما يقصر أحد الزملاء في عمله ألا يقسو عليه في الكلام أو اللوم ولكن يشعره بالتقصير بكل أدب ولم أسمع أنه تسبب في أذي لزملائه الذين تولي الاشراف عليهم فتعودنا معه علي سعيه لتحقيق الخير لهم ولذلك كانت الصدمة الكبيرة سماع خبر دخوله في معاناة صحية شديدة في أيامه الأخيرة أنه غادر الدنيا علي خير وأن أزمته الصحية الأخيرة قبل وفاته كانت تخفيفا ورحمة من الله لتكون في ميزان حسناته ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأصعب ما في الأمر أن يتحدث الانسان عن شخص عزيز بصيغة كان ولكن سمعا وطاعة لقدر الله وإنا لله وإنا إليه راجعون كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص العزاء لأسرة الأخ سامي كامل ولزملائه فقد كان هو الأخر دمث الخلق وطيب القلب وكل العزاء لأسرة أخبار اليوم في فقدان الزميلين العزيزين..