من المؤكد ان الدب الروسي أربك حسابات أوباما بشدة بعد المبادرة التي أطلقها بشأن حل الازمة السورية الا ان أوباما لايزال مصرا بالرغم من المبادرة علي ضرب سوريا في الوقت الذي تصاعدت فيه الاحتجاجات داخل امريكا رافضة ضرب سوريا ،وفي ظل تنامي هذه الاحتجاجات فان أوباما أكد الثلاثاء الماضي ضرورة الإبقاء علي خيار توجيه ضربة عسكرية محددة إلي سورية ردا علي الهجوم الكيميائي وعرض أدلة علي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسئول عن تنفيذه. وقال أوباما في خطاب وجهه إلي الشعب الأمريكي غداة موافقة إدارته علي النظر في المبادرة الروسية التي أقرتها دمشق لنزع الترسانة الكيميائية للأخيرة، إنه "من المبكر أن نؤكد أن المقترح الخاص بانضمام سوريا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية سوف ينجح". وأضاف أنه لن يضع جنودا أمريكيين علي الأرض ولن يدخل في حرب مفتوحة في سوريا علي غرار العراق وأفغانستان بل سيكون العمل العسكري قاصرا علي ضربات لأهداف محددة بدقة. وأكد أوباما مجددا أن "النظام السوري ليست لديه القدرة لتهديد جيشنا" مشددا علي أنه "من مصلحة الأمن القومي الأمريكي الرد بضربة عسكرية محددة علي استخدام الأسد السلاح الكيميائي، في الوقت الذي قال فيه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في نفس اليوم إن الجيش الأمريكي لا يعتقد ان هناك خطرا كبيرا من حدوث رد فعل انتقامي للضربات الأمريكية المقترحة ضد سوريا بسبب الاشتباه في استخدامها أسلحة كيماوية. وقال ديمبسي "نري ان مخاطر رد الفعل الانتقامي ستكون منخفضة بسبب الطبيعة المحدودة للضربات. لا يمكن ان أقول إنها منعدمة."وأضاف: "وأستطيع ان أقول إننا اتخذنا الاستعدادات اللازمة في المنطقة من اجل التعامل مع أي حسابات خاطئة أو عمليات انتقامية."، وامس التقي وزير الخارجية جون كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف لبحث تطورات الملف السوري. ويأتي إعلان هذا اللقاء بعد اتصال هاتفي بين الوزيرين أبلغ خلاله لافروف نظيره الأمريكي بتفاصيل الخطة الروسية الهادفة إلي وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية. وكان كيري قد أكد في وقت سابق أنه من المتوقع أن يرسل لافروف له المقترحات الروسية بشأن تأمين الأسلحة الكيميائية السورية حتي يتسني لمسئولي الإدارة الأمريكية مراجعة هذه المقترحات. وقال كيري في جلسة استماع في مجلس النواب إن التفاصيل ستأتي اليوم ، مشيرا إلي أن أي خطة يجب أن تشتمل علي عواقب في حال تبين أن الاقتراح الروسي هو للمماطلة ولتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية أمريكية، وعلي صعيد مختلف خففت الولاياتالمتحدة عقوباتها علي إيران الثلاثاء الماضي لتسهّل علي وكالات الإغاثة الإنسانية العمل هناك ولإتاحة التبادل الرياضي بين الأمريكيين والإيرانيين وهي بادرة حسن نية محتملة بعدما انتخبت إيران رئيسا جديدا معتدلا. وتعني الخطوة التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأمريكية أن المنظمات غير الهادفة للربح والتي تركز علي الإغاثة من الكوارث والحفاظ علي الحياة البرية وحقوق الإنسان وبرامج مماثلة لم يعد يتعين عليها التقدم للحصول علي إذن خاص لدخول إيران وممارسة أنشطة هناك. ويسمح هذا الإجراء أيضا للرياضيين الإيرانيين والأمريكيين بدفع أموال مقابل المبادلات الرياضية والمباريات بين البلدين دون التقدم بطلب خاص وهو ما من شأنه أن يشجع هذه المبادلات.وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان يوم الثلاثاء إن "هذا التحرك يظهر المزيد من التزام هذه الإدارة بتعزيز العلاقات بين الشعبين الإيراني والأمريكي"