المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا لم يتردد لحظة في قبول المهمة الثقيلة.. وافق فورا علي ان يتحمل المسئولية الخطيرة ويتولي رئاسة البلاد مؤقتا، في السادسة والنصف من مساء أول أمس كنت أحادثه هاتفيا وطالبني باغلاق التليفون حتي يستكمل المشاورات. القاضي الجليل عاش ما يقرب من نصف قرن فوق منصة العدالة مدافعا عن حريات وحقوق الشعب المصري منذ تعيينه بمجلس الدولة عام 9691 وحتي تعيينه نائبا للمحكمة الدستورية عام 29 ثم رئيسا لها في اول يوليو الحالي.. تولي الفتوي والتشريع بوزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والخارجية والعدل والاوقاف والصحة والشئون الاجتماعية والأزهر.. سافر في اعارة للسعودية ومنحة دراسية بباريس.. كوكتيل من الخبرات في كل مجالات التشريع.. شخص متدين هاديء قليل الحديث.. ابتعد عن الاعلام ويري ان القاضي لا يتحدث الا عندما تجبره الضرورة. عن حصار المحكمة الدستورية العليا كان الرجل في قلب قضاة المحكمة دفاعا عن استقلالها.. حين اكدوا في بياناتهم انهم سيظلون يدافعون عن حرية وكرامة الشعب وعن قانونه ودستوره حتي النهاية مهما كانت النهاية التي ستفرض عليهم.. لم يرضخ قضاة المحكمة للضغوط وعندما صدر الدستور المشوه المعطل الذي استبعد سبعة من قضاة المحكمة رفض القضاة الاستجابة لضغوط التصفية وحملات التشوية التي تحدثت كذبا عن تقاضي قضاة المحكمة لمئات الآلاف من الجنيهات شهريا.. اكتفي القضاه ببيان لتكذب الشائعات، وعندما حاول الشوري لي ذراع المحكمة بقانون سن الستين والذي كان هدفه استبعاد كل قضاة المحكمة لم يرضخ القضاة وفي القلب منهم منصور للضغوط وقضوا ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور وبطلان مجلس الشوري.. ولانهم رجال دستور وقانون وليس انتقاما وتصفية حسابات اكدوا في حكمهم ان بطلان الجمعية لن يلغي الدستور وبطلان الشوري لن يحله فورا، بل سيظل لحين انتخاب مجلس النواب وفقا للدستور. وبعد الثورة المجيدة في 03 يونيو وتصحيح مسار ثورة 52 يناير انحاز الشعب لقضاته الذين لم تلن قامتهم.. واختاروا المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا لمصر.. وكانت الجمعية العمومية للمحكمة لاول مرة في تاريخها اختارت منصور رئيسا لها بعد تعديل قانون المحكمة واضطر الرئيس السابق محمد مرسي للاستجابة للمحكمة.. ولكنه ماطل في اداء منصور وكل رؤساء الهيئات القضائية لليمين أمامه. وأمس أدي منصور اليمين امام قضاة المحكمة الدستورية الشامخة كرئيس للمحكمة ورئيس لمصر.. وجاءت كلماته لتؤكد انه يعبر عن روح الثورة وشبابها.. يفتح ذراعيه للجميع بلا اقصاء.. يعرف ان الشعب من جاء به ويعد بأنه سيساعد الشعب حتي لا يعود الرئيس أي رئيس اليها.. يعي ان الشباب قاد الثورة.. يدرك الدور الوطني للجيش والشرطة والاعلام.. خطابه قاطعه الحضور والشعب بالتصفيق.. والرجل اكد لقضاة الدستورية العليا انه معهم يحمل روحه علي كفه حتي تتحقق الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ويختار الرئيس بارادة حرة دون ترزية مجلس النواب والرئيس.