عاد الفنلندي كيمي رايكونن إلى فريق فيراري ليشارك إلى جانب الأسباني فرناندو ألونسو وهو ما سيمنح بطولة العالم لسباقات فورمولا-1 للسيارات مصدرا جديدا للإثارة في الموسمين المقبلين. وسينتظر الجميع لرؤية ما إذا كانت هذه التشكيلة التي تضم بطلي عالم سابقين ستقود الفريق نحو الألقاب أم إلى كم كبير من المشكلات نظرا لأنها المرة الاولى التي يضم فيها فيراري ثنائيا مميزا مثل هذا منذ 50 عاما. ويجمع هذا المزيج ما بين سائق متقد وسريع الانفعال وبين سائق هاديء ولا يبدو سرا في أوساط فورمولا-1 أن ألونسو كان يفضل الابقاء على فيليبي ماسا لانه الذي يحتل المكانة التالية له الى جانب ما يتمتع به السائق البرازيلي من اصرار. ويدرك الاثنان ما يتطلبه الفوز بالالقاب كما يتمتع الاثنان بسرعة كبيرة وهما ناضجان ويتسمان بالحكمة بما يكفي. وقال مارتن بروندلي المعلق في تلفزيون سكاي وسائق السباقات السابق اليوم الاربعاء "لا أعتقد ان الونسو سيكون سعيدا لرؤية رايكونن ضمن صفوف الفريق. سيشق رايكونن طريقه بنفسه. إذا ما سمع رسالة عبر دائرة الاتصال بأن فرناندو أسرع منك ، فإن كيمي رايكونن لن يفسح الطريق له." وأضاف "سيقوم بالرد عبر دائرة الاتصال قائلا / إذا لماذا هو خلفي إذا كان أسرع مني/ والكثير من العبارات الاخرى. هذا سيدفع الونسو للوقوف على أطراف أصابعه. سيكون هذا الثنائي الأقوى في فورمولا-1." ورايكونن هو آخر سائق يفوز باللقب مع فيراري وأول من يحقق هذا في عصر ما بعد مايكل شوماخر وساعد ماسا في عام 2008 مثلما ساعده السائق البرازيلي على ان يصبح بطلا في 2007. لكن السائق الفنلندي لا يتطرق لاي احاديث من هذا النوع كما انه لا يبدو قلقا من اي سائق او اي شيء. وعندما انضم البريطاني جنسون باتون الى مواطنه لويس هاميلتون بطل 2008 ليشكلا بداية من 2010 ثنائيا قويا لمكلارين الذي بات واحدا من اقوى الفرق في السنوات الاخيرة بدا انه مدركا انه يدخل الى "عرين الاسد" حيث يتمحور كل شيء حول زميله. ولم يحقق هذا الثنائي النجاح المرجو منه وبات باتون بطل العالم عام 2009 قائدا لفريق مكلارين الان بينما انتقل هاميلتون الى مرسيدس. واعتاد ألونسو أن يكون الرجل الأول في الفريق إلا أن رايكونن يعلم ما يدور داخل فيراري جيدا كما أنه سيعود ثانية إلى زملائه السابقين. وفاز السائق الفنلندي بتسعة سباقات مع فيراري خلال الفترة السابقة له مع الفريق وهو ما يقل بانتصارين عن الونسو الذي نال اللقب العالمي مرتين مع رينو عامي 2005 و2006. وربما لن يهتم رايكونن او يتحدث بما يكفي عن سعيه ليكون القائد متقمسا دور شوماخر او الونسو الا ان السرعة والنجاح يمثلان في حد ذاتهما دافعين في غاية القوة وسيسعى بطل عام 2007 لتعزيز قوته. ومن المعروف عن ستيفانو دومينيكالي مدير فيراري بانه مشجع قوي لرايكونن رغم ان السائق الفنلندي دخل في تسوية لانهاء العام الاخير من عقده وذلك في ختام موسم 2009 ليفسح المجال لالونسو للالتحاق بالفريق. ويعني كل هذا انه يجب ايجاد اجواء يعمها التوازن الموسم المقبل في فريق اشتهر في السنوات السابقة بتفضيل احد سائقيه على الاخر.