لا أعلم لو لم يكن للجونة ملعبا ماذا كنا فاعلين في مباراة مصر وغينيا الهامة التي تقام اليوم على بعد خطوات من تحقيق حلم التأهل للمونديال، ولا أعلم لو لم يكن المسئولون في غينيا بهذا الكرم عندما وافقوا على تغيير الملعب ولم يتبق على المباراة سوى أيام قليلة خلافا للائحة، ماذا كنا سنفعل وقتها، ولا أعلم لو لم يكن لمصر عضو نشط في الاتحاد الدولي والاتحاد الافريقي لكرة القدم هو المهندس هاني أبو ريدة تمكن من إدراج ملعب الجونة ضمن قائمة الملاعب التي تحتضن التصفيات، ماذا سيكون موقفنا. كان من الممكن والأقرب أن ترفض أي من غينيا أو الاتحاد الدولي أو الاتحاد الافريقي تغيير ملعب المباراة بعد مرور مهلة ال 15 يوما السابقة على موعد المباراة، وكان من الممكن ألا يعترف أحد بملعب الجونة أساسا. لكن الله سلم، و "حنن" قلب الناس علينا نظرا للظروف التي نعيش فيها، لكننا إن لم "نصعب على أنفسنا" فلا ننتظر أن "نصعب على أحد" في كل مرة، وإن مرت الأزمة اليوم بسلام، فلا ضامن لأن تمر في مرات مقبلة، وعلينا أن نضع حدا لضمان عدم الوقوع في المأزق نفسه مرة أخرى. وبصرف النظر عن الظرف القاسي الذي تمر به بلادنا، يجب على الجميع أن يعي أن فريقا بحجم المنتخب الوطني المصري شرف لأي ملعب أن يستضيف مبارياته، وليس ذنب منتخب مصر أن هناك قلَة أو كثرة من جماهير كرة القدم دخلت في خصومة مع أحد، فإن كان من عقاب فلا بد أن يطال هذه الفئة وليس المنتخب الوطني أو أي فريق يحمل اسم مصر في مهمة وطنية. ويجب أيضا أن يعلم الجميع ويتأكد أن النشاط الرياضي ليس كله "لعب عيال" أو ليس كله وقته الآن، لكن به مهام وطنية ساهم أصحابها في رفعة هذا الوطن ورفع علمه و كانوا سببا في سعادة الملايين بقدر فاق إسهام الكثيرين من أصحاب الحناجر الذين صدعونا بأحاديثهم الفارغة في السياسة والتي لم نجن من ورائها إلا زيادة في الفرقة. إننا اليوم نقف بكل جوارحنا خلف منتخبنا الوطني ليس من أجل تحقيق حلم شعب مصر في انجاز تاريخي بالتأهل لنهائيات كأس العالم فحسب، ولكت أيضا لنقول للعالم أجمع، أن مصر لا تزال وستبقى نابضة بالحياة، ولن ينال بإذن الله من شموخها وإبداع أبنائها كل من بطن لها سوءا أومن لم يقدرها قدرها الحقيقي. [email protected]