أعلن فلورنتينو بيريز رئيس نادى ريال مدريد الاسباني أن البرتغالي جوزيه مورينيو مدريب فريق الكرة بالنادى سيترك منصبه في نهاية الموسم الحالى. وقال بيريز في مؤتمر صحفى عقده اليوم فى ملعب سانتياجو برنابيو، أنه بعد المحادثات التي أجرتها إدارة النادى مع المدرب جوزيه مورينيو، تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء علاقة العمل بين الطريفين في نهاية الموسم الحالى، في مؤتمر صحافي عقده اليوم في ملعب "سانتياجو برنابيو وأكد بيريز أيضا أنه لم يتم حتى الآن حسم مسألة هوية خليفة مورينيو، وأضاف: "لم نصل لأى اتفاق أو نوقع أى عقد مبدئي مع أى مدرب"، وذلك في إشارة الى التقارير التي تتحدث عن انتقال المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي الى النادي الملكي والى التهمة التي وجهها القطرى ناصر لخليفي رئيس نادى باريس سان جرمان الفرنسي للنادى الاسباني بانه وقع عقدا مبدئيا مع المدرب الايطالي. يأتي رحيل مورينيو عن ريال مدريد الذي انتقل اليه عام 2010 بعد قيادته انتر ميلان الإيطالي إلى ثلاثية الدورى والكأس الإسبانيين ودورى أبطال أوروبا، بعدما خرج النادي الملكي خالي الوفاض من الموسم الحالي، حيث تنازل عن لقب الدورى الإسبانى لغريمه برشلونة وخرج من دورى أبطال أوروبا على يد بوروسيا دورتموند في نصف النهائي وخسر نهائي كأس إسبانيا أمام جاره اتلتيكو مدريد يوم الجمعة الماضى. ولا يبقى على مشوار مورينيو، المرشح عودته الى تشلسي الإنجليزي، مع ريال مدريد سوى مرحلتين في الدوري الإسبانى، حيث يلتقي ريال سوسييداد يوم الأحد المقبل واوساسونا في الأول من يونيو في مباراتين هامشيتين كون النادي الملكي ضمن الوصافة. من جانبه، وصف مورينيو الموسم الحالى بأنه أسوأ موسم فى مسيرته على الإطلاق وقال بعد خسارة ريال امام جاره اتلتيكو في نهائي الكأس، أن اختتام الموسم بلقب كأس السوبر الإسبانية لا يشبع رغبات جمهور ريال مدريد أمر مخيب للآمال، لذا فالموسم سيء. وقد واجه مورينيو الذي تعتبر مسيرته حتى الان مليئة بالانجازات والنجاحات، مع ريال مدريد أول خيبة أمل حيث اشرف عليه مدة 3 اعوام من 2010 الى 2013. وقاد مورينيو (50 عاما) فريق العاصمة الاسبانية الى احراز بطولة الدوري مرة واحدة وكأس اسبانيا مرتين والكأس السوبر الاسبانية مرة واحدة ايضا، لكنه اخفق في التحدي الكبير الذي كان ينتظره وهو جلب اللقب العاشر في دوري ابطال اوروبا الى خزائن الفريق. وعلى الصعيد الشخصى، لم يستطع مورينيو المولع بالارقام القياسية التي لا يتردد لحظة بتذكير المحيطين به فيها، ان يصبح اول مدرب يحرز اللقب الاوروبي مع 3 اندية مختلفة بعد ان قاد اليه بورتو البرتغالي وانترميلان الايطالي. ويترك البرتغالي الذي سبقته شهرته كمدرب متمرس في علم النفس ولطيف في علاقاته مع اللاعبين، العاصمة الاسبانية وهو على خلاف مع العديد من رجاله وفي طليعتهم الحارس الاول ايكر كاسياس والمدافع وقائد الفريق في غياب الاخير سيرخيو راموس وحتى المدافع البرتغالي بيبي الذين لن يأسفوا على رحيل رجل كان على خلاف كبير مع الصحافة والجمهور وانتهى به الأمر بالخلاف مع اللاعبين انفسهم. ويترك مورينيو، رجل التحديات الذي تكللت مسيرته في مجملها بالنجاح بطل البرتغال مرتين ودوري ابطال اوروبا مع بورتو وبطل انجلترا مرتين مع تشلسي وبطل ايطاليا مرتين ودوري ابطال اوروبا مع انتر ميلان، لاول مرة ناديه الاسباني بفشل شامل. ويكون مورينيو فخورا الى درجة الغليان في حال الفوز، لكنه يبدو ميالا للثأر وحريصا على الظهور بصورة "غير المحبوب" فى حال الخسارة. ويقول البرتغالي بتهكم: "مر على الفريق 18 مدربا خلال 21 عاما وصل خلالها 5 مرات فقط إلى نصف نهائي دوري ابطال اوروبا، بينما "الخبيث" مورينيو قاده الى هذا الدور 3 مرات خلال 3 سنوات"، متجاهلا الاشارة الى ان فيسنتي دل بوسكي، مدرب منتخب اسبانيا حاليا، قاده الى احراز اللقب الاوروبي مرتين في 3 سنوات. وهذه الميزة للمدرب السيء ظهرت جلية لديه منذ الموسم الاول عندما وضع مورينيو اصبعه في عين تيتو فيلانوفا الذي كان مساعدا لمدرب برشلونة خوسيب جوارديولا اثر خسارة فريقه في الكأس السوبر الاسبانية عام 2011، وقال يومها انه "خدع" دون ان يتمكن من تحسين صورته المتضررة. وفي كل الاحوال، يمكن التعويل على هذا المدرب المولود في مدينة سيتوبال الذي صنع نفسه بنفسه من لا شيء حيث بدأ مسيرته كمدرب دون ان يلعب كرة القدم على مستوى عال. ويحب مورينيو التذكير دائما بان هدفه هو الاستمرار اكبر قدر ممكن في ميدان كرة القدم، وقد قال والابتسامة تعلو شفتيه حين استقبل مانشستر يونايتد في ربع نهائي البطولة الاوروبية، انه يريد ان يستمر نفس فترة المدرب الاسكتلندي اليكس فيرجوسون الذي اعلن قبل ايام اعتزاله التدريب وهو في الحادية والسبعين من العمر بعد ان اشرف على فريق "الشياطين الحمر" لمدة تزيد على 26 عاما. ولن يكون مورينيو على الارجح المدرب الاعلى اجرا في العالم الموسم المقبل كما كان مع ريال مدريد الذى كان يتقاضى منه 14 مليون يورو في العام، لكن من المؤكد ان "البحار" البرتغالي كما يطلق على نفسه، سيراهن على تحديات اخرى ستعيده في غالب الظن الى ملعب "ستامفورد بريدج" من اجل تولي الاشراف على تشلسي مجددا بعد ان سبق له قيادة الفريق اللندني بين 2004 و2007 وقاده الى لقب الدوري الممتاز عامي 2005 2006، وكأس انجلترا عام 2007 وكأس رابكطة الاندية المحترفة عامي 2005 و2007 قبل ان يتركه بسبب خلافه مع مالك النادي اللندني الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش.