في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المُهتمين بكرة القدم الإيطالية على سباق اللقب بين الأندية الكُبرى. تعيش مدينة بيرجامو قصة نجاح مُختلفة مع فريقها أتالانتا، الذي استقبله سُكان المدينة الواقعة في شمال إيطاليا بحفاوة بالغة بعد عودته بالفوز من نابولي، واحتلاله للمركز الرابع على لائحة الترتيب. يقول دجامبييرو جاسبيريني مُدرب الفريق: "الآن فقط بإمكاننا أن نحلُم". اخترنالك أربعة مرشحين لخلافة «إينريكي» في برشلونة لاتسيو يُهيمن على روما ويقترب من النهائي.. «صلاح» يُصيب القائم [فيديو] نجم يوفنتوس يتقدم لتدريب غانا ومواجهة مصر في تصفيات المونديال محامي الأولتراس: لم يصدر قرار رسمي بوقف تنفيذ الإعدام في متهمي مذبحة بورسعيد بالرجوع خمسة أشهر للوراء نجد أن جاسبيريني اعتبر نفسه بمثابة "رجُل ميت يمشي على الأرض"؛ وذلك بعد تذوق طعم الخسارة للمرة الرابعة في خمس مباريات. موقف لا يُحسد عليه مدرب جاء لتوه من جنوى لتولي المسئولية. انطلق قطار أتالانتا بعد الخسارة من باليرمو، ليُحقق الفريق الأزرق والأسود تسعة انتصارات في عشر مباريات مُتخطياً في طريقه أندية كبيرة وعريقة مثل نابولي وروما وإنتر، قبل التوقف بصورة اضطرارية أمام يوفنتوس. جاسبيريني يقدم موسماً ناجحاً في بيرجامو توالي الأسابيع أكد أن ما يحدث في بيرجامو ليس محض صُدفة، رغم ذلك لا يُمكن اعتبار التأهل للبطولات الأوروبية هدفاً للفريق. يقول جاسبيريني بعد الفوز على نابولي: "بالنظر إلى جدول الترتيب نجد أننا على بُعد ثلاث نقاط فقط من دوري أبطال أوروبا. لكننا نُدرك جيداً أن حظوظنا قليلة في تحقيق هذا فعلياً" أين يكمن إذاً نجاح هذا الفريق؟ ما الذي يستهدفونه؟ وهل أن النجاح الآني يُحسب للمُدرب وحده؟ واقع الحال هو إن جاسبيريني يُقدم مع أتالانتا شيئاً أهم من النتائج والمركز المُتقدم. بداية، لا يجب أن نُنكر أن الهدف الرئيسي للنادي يتمثل في الحفاظ على موقعه في دوري الدرجة الأولى "سيريا أ". هدف مُشترك لما لا يقل عن 40% من أندية الدوري الإيطالي في السنوات الأخيرة. في بيرجامو وجد جاسبيريني بيئة مثالية للنجاح. ملعب ريفي قديم «أتليتي أدزوري» يعُج بالجماهير المتحمسة في جميع المباريات. عنصر النجاح الأهم يكمُن في المصنع السري للمواهب والمُتمثل في أكاديمة الناشئين، التي تُعد من بين أفضل «عشرة» أكاديميات في القارة العجوز. قلب الدفاع كالدارا سجل هدفين في ملعب نابولي الأكاديمية التي تأسست في أربعينيات القرن الماضي، قدمت لكرة القدم الإيطالية عدداً من المواهب الخالصة مثل المُدافع الأنيق والتاريخي جايتانو شيريا، الذي انتقل من أتالانتا إلى يوفنتوس.. هناك تُوج بلقب دوري أبطال أوروبا، وقبلها كان بطلاً للعالم مع الأدزوري 82. مدرسة كانت شاهدة كذلك على مولد نجوم لامعين آخرين، من بينهم روبيرتو دونادوني، وأليسيو تاكيناردي، بالإضافة إلى بونافينتورا أبرز لاعبي ميلان في الوقت الحالي. في الموسم الحالي قدم جاسبيريني كل من المُدافع ماتيا كالدارا، الذي سجل هدفي مباراة نابولي الأخيرة، ومتوسط الميدان روبيرتو جاليارديني، الذي انضم لإنترميلانو في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة مقابل 30 مليون يورو. كالدارا بدوره وقع عقداً للانتقال إلى يوفنتوس لكنه سيبقى مُعاراً في أتالانتا. الإعلام الإيطالي يراه امتداد وتكرار لقصة شيريا القديمة، لكنه يُقلل من هذا. معهما هناك أيضاً النجم الإيفواري الصاعد بقوة فرانك كيسي، والمُطارد فعلياً من عدة أندية أوروبية كبيرة. جاليارديني رحل للإنتر وكيسي قريب من الرحيل نجاح صفقتي جاليارديني وكالدارا سيُمكن النادي من جني أرباح تصل إلى 60 مليون يورو. مكاسب تُقلل كثيراً من المشاكل المالية التي تواجهها الأندية الإيطالية التي تخوض مبارياتها في ملاعب تابعة للبلديات، كما لا تجني الكثير من وراء بث المباريات وبيع البطاقات الموسمية وتذاكر حضور المباريات. لا يكمُن نجاح أتالانتا في الموسم الحالي في النتائج الإيجابية والمركز المتقدم فقط، لكن أيضاً في استمرار عملية الكشف عن مواهب جديدة على مستوى إيطاليا والعالم. مُعادلة رياضية اقتصادية يجب أن تستمر حتى يستمر هذا النادي فوق السطح. شيريا أسطورة يوفنتوس وإيطاليا نتاج مدرسة أتالانتا