«رونالدو وجريزمان» وجها لوجه.. بحظوظ معكوسة عن نهائي دوري الأبطال

بعد 43 يوما من المواجهة المثيرة بينهما في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا ، سيلتقي البرتغالي كريستيانو رونالدو بالفرنسي أنطوان جريزمان مجددا في مواجهة مثيرة على لقب كبير عندما يلتقي المنتخبان البرتغالي والفرنسي غدا الأحد بالمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا.
ولكن الأوراق تبدو وكأنها تبدلت هذه المرة حيث صبت معظم الترشيحات قبل نهائي دوري الأبطال بمدينة ميلانو الإيطالية في صالح ريال مدريد الأسباني بقيادة رونالدو فيما تصب معظم الترشيحات قبل نهائي الغد بالعاصمة الفرنسية باريس في صالح المنتخب الفرنسي صاحب الأرض.
ورغم هذا ، تظل كل هذه الترشيحات مجرد توقعات قد لا تترجم إلى واقع على أرض الملعب حيث لا يزال الغموض محيطا بهوية المنتخب الذي سيحرز القب غدا ليرفع كأس هنري ديلوني في سماء باريس.
وفي 28 أيار/مايو الماضي ، عانق رونالدو كأس دوري الأبطال في ميلانو فيما تلقى جريزمان صدمة كبيرة خاصة وأنه أهدر ضربة جزاء لأتلتيكو مدريد في الوقت الأصلي للمباراة التي انتهت بالتعادل 1 / 1 في الوقتين الأصلي والإضافي ثم فاز الريال ورونالدو بركلات الترجيح.
ويرتدي كل من رونالدو وجريزمان غدا القميص رقم "7" ولكن جريزمان سيكون هذه المرة في صفوف الفريق الأكثر ترشيحا.
وفرض اللاعبان نفسهما كأفضل نجمين في يورو 2016 حيث يتصدر جريزمان 25/ عاما/ قائمة هدافي البطولة حاليا برصيد ستة أهداف كما ساهم بأهدافه والأداء المؤثر للفريق في الملعب وقيادته لزملائه في بلوغ المنتخب الفرنسي للنهائي خاصة بعدما سجل هدفي الفوز 2 / صفر على المنتخب الألماني في المربع الذهبي.
كما تخلص رونالدو 31/ عاما/ سريعا من البداية المتواضعة التي قدمها في الدور الأول للبطولة وساهم بهدفين في شباك المجر بالمباراة التي انتهت بالتعادل 3 / 3 في تأهل الفريق للدور الثاني ليظهر بعدها بمستواه الجيد ويقود الفريق إلى المباراة النهائية للبطولة.
ولعب رونالدو دورا بارزا في الفوز 2 / صفر على المنتخب الويلزي في المربع الذهبي حيث سجل هدفا بضربة رأس رائعة وصنع الآخر.
ومع سطوع جريزمان ورونالدو بهذا الشكل في يورو 2016 ، فرض اللاعبان نفسهما أيضا ضمن المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في عام 2016 خاصة وأنهما لعبا من قبل دورا بارزا في بلوغ نادييهما نهائي دوري الأبطال.
وقال ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي : "إنها مسألة تتعلق باللاعب... ولكنني سأكون سعيدا لوجود جريزمان في دائرة المنافسة على الكرة الذهبية لأنه هذا يعني أنه سيكون حريصا على تقديم عرض جيد في مباراة الغد. إنه لاعب موهوب للغاية ويساعد في اللعب الجماعي. لا يقتصر دوره على الأداء الفردي".
ولم يخف رونالدو سعادته واهتمامه بالفرصة الجديدة التي سنحت له ليتوج بطلا مع المنتخب البرتغالي ، وقال : "حلمت دائما بإحراز لقب مع المنتخب البرتغالي. والآن اصبحنا على بعد خطوة من تحقيق هذا الحلم".
وقضى رونالدو نجم الريال نحو عقد كامل ضمن أفضل اللاعبين في العالم وما من أحد يشكك في أنه من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
ويتمتع رونالدو بإمكانيات عديدة وثمينة فهو يتسم باللياقة البدنية العالية والقوة والسرعة والنشاط والتسديدات القوية بالقدمين وبالرأس كما يتميز بالحضور الرائع في الملعب من خلال الأهداف وكذلك قيادة زملائه بحماس شديد.
وقال أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور ، في مقاله إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، "من الناحية النظرية ، من الصعب إيجاد دفاع يستطيع التصدي لرونالدو إلا بمحاولة إبعاده عن المرمى".
وقال نجم كرة القدم البرتغالي السابق ديكو ، في تصريحات نشرتها صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية اليوم السبت ، : "يبدو وكأن حياته تعتمد على هز الشباك".
وضمن جريزمان منطقيا الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة الحالية ولكنه يختلف في سماته عن رونالدو حيث يبدو بنيانه الجسماني نحيفا للغاية كما يتمتع بمهارات أفضل في المراوغة والخداع رغم ملامح وجهه الطفولية.
وقدم جريزمان أفضل فصول مسيرته الكروية منذ انضمامه إلى أتلتيكو في 2014 قادما من ريال سوسييداد الأسباني. وحرص أتلتيكو مؤخرا على تمديد عقد اللاعب حتى 2021 .
ولكن جريزمان سيواجه غدا اختبارا في غاية الصعوبة عندما يخوض النهائي الأوروبي بين جماهيره وفي مواجهة منافس عنيد مثل المنتخب البرتغالي ورونالدو.
وذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية أمس الجمعة : "المنتخب الفرنسي في النهائي مجددا ، مثلما فعل جيل ميشيل بلاتيني في 1984 وجيل زين الدين زيدان في 2000 . الآن ، هناك اسم آخر : أنطوان جريزمان".
وإذا خسر المنتخب الفرنسي في مباراة الغد ، سيصبح جريزمان ثاني لاعبي يخسر نهائي دوري الأبطال ونهائي كأس الأمم الأوروبية في عام واحد حيث سبقه إلى هذا النجم الألماني السابق مايكل بالاك عندما سقط مع فريقه تشيلسي أمام مانشستر يوناييد في نهائي إنجليزي خالص لدوري الأبطال عام 2008 ثم خسر مع المنتخب الألماني أمام نظيره الأسباني في نهائي يثورو 2008 .