سنتياجو بيرنابيو، ما إن يذكر الاسم حتى يتبادر للأذهان الملعب الشهير في العاصمة الإسبانية، و الذي سيحتضن مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة السبت القادم، ولعب عليه كأس العالم 82 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2010. لكن من هو سنتياجو؟ لا يرتبط هذا الاسم بمنطقة، أو مدينة، لكن باللاعب، والمدرب، والرئيس، الذي انصهر اسمه مع النادي الملكي، فمر على أذان الجميع في شتى بقاع الأرض، وإن لم يعرفوا الكثير عنه. سنتياجو اللاعب والرئيس ولد سنتياجو عام 1895، لعب للريال وهو في سن السابعة عشر، وظل بالفريق الأول حتى اعتزل عام 1927 بعد خمسة عشر موسماً قضاها مُدافعاً عن ألوان الريال. لم يتحمل سنتياجو عبء الابتعاد عن النادي، فبقي بالقلعة البيضاء، وتدرج بعد أن كان لاعباً، لمدير للنادي، ثم مساعد مدرب، فمدرب للفريق الأول حتى عام 1935، وفي العام التالي وضعت الحرب الأهلية حداً للارتباط الوثيق بين سانتياجو وريال مدريد. سنتياجو سنتياجو الملعب وضعت الحرب أوزارها عام 1939، فأشرقت شمس كرة القدم من جديد، لكن بعد أن خلفت نير الحرب أضراراً هائلة على " تشامارتين" الملعب القديم للريال، لم يفت هذا في عضد المدريديستا، الذين كانوا يحلمون بملعب يتسع لأكثر من 25 ألف منهم –سعة الملعب القديم-. حلم تحول إلى حقيقة عندما ترأس سنتياجو بيرنابيو، إدارة النادي عام 1943، حيث أعاد بناء وتوسعة الملعب الذي تم افتتاحه في عام 1947، ليسع 100 ألف متفرج، ثم بعد خمسة أعوام زادت سعته 25 ألف أخرى. ظل ملعب ريال مدريد يحمل اسم "تشامارتين" حتى عام 1954، وتغير في العام التالي ليحمل اسم "سنتياجو بيرنابيو"، بعد أن قرر أعضاء الجمعية العمومية نسبة للرجل الذي أفنى حياته من أجل النادي. ملعب سنتياجو بيرنابيو ويبدو أن أعضاء الريال، كانوا على حق في تسميتهم الملعب باسم الرجل الذي بقى على كرسي رئاسة الريال لمدة 35 عاماً، وهي المُدة الأطول على الإطلاق. في فترة رئاسة سانتياجو بينابيو، تُوج الريال، بست بطولات أوروبية، وهوإنجاز لم يتحقق في أي نادٍ آخر في عهد رئيس واحد، كما حقق الفريق بطولة الكونتينتال والدوري الإسباني والكأس. كرة القدم لم تكن الإنجاز الوحيد للرئيس، فكرة السلة اللعبة الثانية في ريال مدريد حظيت بدعم كبير منه عندما بدأت في ستينيات القرن الماضي. حصل سانتياجو على تكريم من ملك إسبانيا، وكذلك قيل إنه تلقى في آخر حضور له بالملعب، الذي حمل اسمه، تكريماً بالتصفيق من الجماهير، وبعد وفاته كرمه الاتحاد الدولي لكرة القدم بدقيقة صمت في افتتاح مونديال 1978 في الأرجنتين، وأُعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام. رحل سانتياجو بيرنابيو عن عمر يُناهز الثانية والثمانين بعد أن أفنى أغلب لحظات عمره في خدمة ريال مدريد لاعباً، و إدارياً، و مدرباً، ثم رئيساً، فاستحق أن يُخلد التاريخ اسمه وتردده الجماهير حينما يذكر ريال مدريد. فيديو بيرنابيو