رغم تأكيدات المنظمين على أن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي لن تعرقل تنظيم فرنسا لفعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016)، يتوقع أن تلقي هذه الهجمات بظلال قاتمة على البطولة في ظل المخاوف التي قد تنتاب اللاعبين المشاركين في البطولة والمشجعين على حد سواء. وأصبح السؤال الذي يشغل بال كثيرين في كل أنحاء العالم هو: كيف لمشجعي كرة القدم أن يسافروا إلى فرنسا وسط هذه المخاوف والهواجس الأمنية التي أسفرت عنها هذه الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة أكثر من 130 شخصاً. وأكد منظمو يورو 2016 أن الهجمات الإرهابية على باريس لن تثير الفوضى ولم تعيق تنظيم البطولة التي يشارك فيها 24 منتخباً وأن أمن المشجعين سيكون مضموناً بما يمنحهم فرصة حضور المباريات بلا أي خوف. وأكد جاك لامبرت رئيس اللجنة المنظمة ليورو 2016 «سنتخذ الخطوات اللازمة لتقام يورو 2016 بأفضل معايير الأمن الممكنة». ورغم هذا، فإن الهجمات الإرهابية في أنحاء باريس يوم الجمعة الماضي بما فيها ما يبدو أنه محاولة لتنفيذ تفجير انتحاري داخل إستاد دو فرانس تجعل من الصعب الاعتقاد بأن تكون يورو 2016 بفرنسا حدثاً سعيداً ومهرجاناً احتفالياً. تحدي الإرهاب وقال لامبرت: «إذا وضعنا يورو 2016 الآن محل شك، سنكون بهذا انحنينا أمام الإرهابيين». كما اتفق ألفونس هورمان رئيس الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية مع هذا قائلاً إنه سيكون من الخطأ إلغاء البطولة أو اتخاذ أي قرارات متسرعة. وصرح هورمان، إلى صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية، قائلاً: «من يعتقد أن هذه الهجمات لا يمكن أن تحدث في أي مكان يكون مخطئاً. على أوروبا والعالم أن يظلا متماسكين ويواصلان مكافحة الإرهاب كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند». وكان الأمن في مقدمة أولويات المنظمين في فرنسا منذ فوز بلادهم بحق استضافة البطولة في مايو 2010. وكان الهجوم الإرهابي في يناير الماضي على مقر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة أكد أن الإرهاب لم يعد مجرد خطر نظري. وتسبب هذا الحادث في مراجعة هائلة للخطط والإجراءات الأمنية. إجراءات أمنية وقال نويل لو جراي رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة، بعد الهجمات التي شهدتها باريس يوم الجمعة الماضي، «العديد من الإجراءات الوقائية اتخذت ولكن علينا أن نعي أن الإرهابيين يمكنهم شن هجماتهم في أي وقت. كانت لدينا مخاوف بشأن البطولة الأوروبية. والآن، أصبحت المخاوف أكبر». وربما يكون الأمن حول استادات يورو 2016 هو أقل ما يزعج المنظمين في فرنسا، حيث يقول الخبراء إن الأصعب سيكون تأمين الحانات والمطاعم ووسائل النقل والأحداث العامة واحتفالات الجماهير التي تصاحب المباريات. تقليص المخاطر وقال هيلموت سبان، الذي ترأس العملية الخاصة بتأمين مونديال 2006 في ألمانيا، «ليس هناك تأمين بنسبة مائة بالمئة». ورغم هذا، أكد سبان في تصريحات إلى شبكة «زد دي إف» الألمانية التلفزيونية: «من الممكن تقليص نسبة المخاطر». وقال سبان إن الإدارة الفرنسية حول الاستاد يوم الجمعة كانت جيدة لكنه أكد في مقابلة نشرتها صحيفة «فيلت آم سونتاج» الألمانية أن المنظمين الفرنسيين عليهم تبادل المعلومات والتنسيق مع شركائهم الأوروبيين مثلما فعل الأمن الألماني في 2006.