عن ابن عباس رضي الله تعالي عنه, قال: قال رجل: يا رسول الله أي العمل أحب إلي الله؟ قال: الحال المرتحل. قال: وما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلي آخره كلما حل ارتحل. كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم حريصين علي فهم الإسلام, وكانوا يبادرون رسول الله صلي الله عليه وسلم عما يحتاجون من أمور تقربهم إلي الله تعالي, وليس عجبا أن السؤال عن خير الأعمال وأفضلها إلي الله تعالي كثيرا ما كان يشغل الصحابة رضوان الله تعالي عنهم, لحرصهم علي المسارعة إلي الخيرات ومعرفة خير الأعمال والمداومة عليها. وقد تعددت إجابات رسول الله صلي الله عليه وسلم علي اسئلة الصحابة عن الموضوع ذاته, وذلك لتعدد أبواب الخير واتساعه, فضلا عن اختلاف السياق الذي يدور فيه الحوار, وعن اختلاف حالة المخاطب. والحديث الشريف دعوة إلي الاستمرار في تلاوة القرآن الكريم وحث علي مداومة تعهده وذلك لسرعة تفلته ونسيانه, ولا سبيل لتثبيته إلا بأن يكون للمسلم ورد يومي للقراءة وورد آخر للمراجعة, حتي يعيش في مأدبة القرآن الكريم, وينعم بظلاله ويرتشف من رحيقه, تلاوة وتدبيرا واستماعا وفهما. ولن نستطيع أن نحصي فضل تلاوة كتاب الله العزيز وتعلمه وفهمه وتدبره, ولكن يكفينا أن نشير إلي حديث النبي صلي الله عليه وسلم عندما قال اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما, اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. ولا تستطيعها البطلة أي السحرة, تسمية لهم باسم فعلهم, لأن ما يأتون به الباطل. ومن فيض كرم الله تعالي ما نجده في حديث النبي صلي الله عليه وسلم عندما قال من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول:( ألم) حرف ولكن: ألف حرف ولام حرف وميم حرف.