يعتبر التعليم الفني في أسوان هو الأمل الذي تنتظره المحافظة للنهوض بمعدلات التنمية الحقيقية, في ظل ماتملكه من إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة. وظل التعليم الفني بتخصصاته المختلفة محلك سر, يتخرج منه عشرات الآلاف سنويا, دون عمل حقيقي مما يزيد من احتقان المجتمع وغليانه, خاصة بعد وصول نسبة البطالة إلي7.30% من بين الشباب, الأمر الذي دفع المهتمين بالعملية التعليمية لوضع خبراتهم ورؤيتهم نحو تطويره, وعلي رأس هؤلاء مشروع الشراكة المحلية الذي انطلق في مرحلته الأولي منذ عام2009, باعتمادات من الاتحاد الأوروبي وصلت إلي27 مليون جنيه, بهدف بناء منظومة متكاملة للربط بين التعليم الفني ومراكز التدريب المهني والمؤسسات الإنتاجية والخدمات,لتلبية احتياجات سوق العمل في أسوان من العمالة الماهرة كما وكيفا وتوجها. ويأتي تغير المناهج وتناسبها مع طبيعة المحافظات, وما تملكه من موارد طبيعية وصناعية, أمرا ضروريا لتطوير التعليم الفني في أسوان, خاصة وأن المحافظة تضم بحيرة ناصر بثرواتها الهائلة, كا تضم المحاجر والمناجم المختلفة للثروات المعدنية, بالإضافة إلي صناعة السياحة والمشروعات الزراعية القومية ومنها وادي النقرة وتوشكي. يقول الدكتور صلاح مندورالمدير التنفيذي لمشروع الشراكة المحلية: إن انضمام أسوان للاتفاقية في عام2009 يأتي في إطار صياغة جديدة لرؤية ورسالة التعليم الفني والتدريب المهني من أجل دعم خطط التنمية للمحافظة, خاصة بعد وصول نسبة البطالة إلي7.30% بين الشباب, بجانب وصول نسبة الفقر إلي4.54%, بالإضافة إلي النقص في بعض المهن والمهارات, وأضاف مندور قائلا إن ثلث سكان المحافظة يعملون في النشاط الاقتصادي مما يرفع كثيرا من نسب الإعالة وبالتالي يعيق جهود التنمية المبذولة. وأوضح مدير الشراكة بأن دخول أسوان للمرحلة الثانية من المشروع, وهي المرحلة التي ستبدأ في سبتمبر القادم, بمثابة شهادة اعتماد لنجاح المرحلة الأولي التي وصلت اعتماداتها لنحو27 مليون جنيه, وذلك بفضل دعم أجهزة المحافظة وشركات القطاع الخاص وغرفة شركات السياحة ومراكز التدريب, حيث تم تدريب1560 خريجا في قطاعات التشييد والبناء وصناعات الأسمدة والسياحة والفنادق, بالإضافة إلي الإشراف علي تدريب الطلاب الخاضعين للتعليم المزدوج الفني بإجمالي14 فصلا دراسيا. وأشار خيري عبد الهاي رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بأسوان إلي أن مشروع الشراكة المحلية قد ساهم في تنظيم دورات تدريبية لمديري ومندوبي الشركات السياحية وبائعي البازارات والعاديات ومعلمي التخصصات الفندقية, لرفع مستوي العاملين بالمجال السياحي, حيث يعمل المشروع علي تنمية المهارات للعاملين حتي بعد تخرهم من المدارس الفنية. من جانبه أكد اللواء إسماعيل عطية محافظ أسوان حاجة السوق المحلي للكوادر المدربة, خاصة مع تمتع المحافظة بقاعدة صناعية ضخمة تضم العديد من المصانع الكبري والمتوسطة والصغيرة, بجانب قطاع عريض من التشييد والبناء يشمل مشروعات سكنية للقطاعين العام والخاص, وأشار المحافظ إلي موافقته علي إنشاء مركز للتراث الحضاري للحفاظ علي الموروث الثقافي والفني من المشغولات الفنية واليدوية التي تشتهر بها المحافظة, علي أن يقوم المركز بتدريب وتأهيل الشباب والفتيات من خلال الفنانين والمبدعين, بهدف الحد من نسبة البطالة, ومواجهة زحف المنتج الأجنبي من مثل هذه المشغولات, وأعرب المحافظ عن أن رؤيته حول تطوير المناهج الدراسية سوف ترفع للمسئولين وطبقا لدراسات الخبراء, حتي تكون محافظة أسوان هي رائدة التعليم الفني المتخصص في مصر.