المنكر: كل ما قبحه الشرع المطهر وحرمه وكرهه, وتغييره بالقلب: بمعني استقباحه والنفور منه وكراهته والنفور من أهله. لقد رسمت الشريعة الإسلامية ثلاث وسائل لمقاومة ومجابهة المفكرات في المجتمع المسلم وهي مرتبة: باليد( في الأمور العامة لولي الأمر ومن يفوضه من أجهزة ومؤسسات ذات علاقة) وباللسان( للعلماء والدعاة بأخلاقيات العمل الدعوي) وبالقلب لغير هؤلاء!, قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: من رأي منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم وأحمد وأصحاب السنن والتغيير للمنكر بالقلب يكون عند العجز عن التغيير بالوسائل الإيجابية باليد أو اللسان, لأن التغيير بالقلب لا ضرر في فعله, ومن تركه عالما عامدا, فمسيء مقصر!, ولأن الرضا بالمفاسد والاستهانة بهامن قواصم الحياة الهانئة والاستقرار السليم, قال الله عز وجل فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم وأتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين سورة هود. ووهم بعض الناس أن الإنكار القلبي للمنكرات هو مجرد تمني التغيير, أو مجرد كره الشرور فيما بيننا وبين أنفسهم, وعدم الرضا عنه بقلوبنا, وقد يدفع هذا الشعور السلبي الي مخالطة ومعايشة ومجالسة المفسدين والعاصين والمنحرفين والتغاضي عن شرورهم!, هذا فهم مغلوط لأن الاكتفاء بالكراهية المفكر مع بقاء المعاملة لصاحبه من بشاشة وتكريم يعد من باب الاقرار له وربما التشجيع.!, إن الإنكار القلبي لابد أن تصحبه وسائل أخري تسهم في تصحيح الأوضاع الخاطئة وإزالة المنكر فمن ذلك الإعراض عن العاصين وأفعالهم, قال الله تبارك وتعالي وإذا رأيت الذين يخوضون في أياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضون في حديث غيره وإما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين, سورة الأنعام , وقد قاطع النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم الثلاثة المتخلفين عن غزوة تبوك دون عذر. خمسين ليلة قال واحد منهم وهو كعب بن مالك رضي الله عنه: نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا, فاجتنبنا الناس وتغيرو لنا حتي تنكرت لي نفسي والأرض.. صحيح مسلم.., وأخبر الصادق والمصدوق صلي الله عليه وسلم( لما وقعت في بني إسرائيل المعاصي,