في سماء السيرة النبوية العطرة والحديث النبوي نجوم بارزة وعلامات مضيئة كتابة وكتبا ورواية ورصدا قدمت للأمة الإسلامية صورة متكاملة عن سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم. هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان بن دينار النسائي.. سني المذهب وأحد أئمة الحديث النبوي الشريف.., وصاحب كتاب السنن الكبري في الحديث. وهو الذي عرف به, وجاء في سير أعلام النبلاء. ولد في بنسا من بلاد خراسان في أفغانستان عام214 ه,829 م, ثم استوطن مصر. نشأ منذ صغره علي تحصيل العلم والسعي وراء المعرفة,.. تأثر بخير الخلق سيدنا الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.. وسافر إلي العديد من البلدان ليحصل المزيد والمزيد من العلوم فرحل إلي الحجاز, والشام, والعراق, ومصر, والجزيرة العربية.. ثم سافر إلي القدس مع أحد تلاميذه ويدعي إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان واستمع إلي العديد من الشيوخ وأخذ العلم من كبار الأئمة العظماء أمثال: محمد بن إسماعيل البخاري, ومسلم بن الحجاج, وأبو عيسي محمد الترمذي, وقتيبة بن سعيد, وأبي داوود, وأبي كريب.. وغيرهم من كبار رواة الحديث الشريف. إلي جانب انشغاله بتحصيله العلم كان الشيخ النسائي كثير الطاعة إلي الله فكان يصوم يوما ويفطر يوما.. كما أنه شغل بعض المناصب المهمة آنذاك فعين أميرا لحمص بالاضافة إلي أنه كان مجاهدا ملما بأمور الحرب وأساليب القتال.. واتصف بالشهامة والشجاعة. واشتهر من بحور العلم, مع الفهم, والاتقان, والبصر, ونقد الرجال, وحسن التأليف. بشدة تحريه في الحديث والرجال, وأن شرطه في التوثيق شديد. وقد سار في كتابه( المجتبي) علي طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد, فقد رتب الأحاديث علي الأبواب, ووضع لها عناوين تبلغ أحيانا منزلة بعيدة من الدقة, وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد.., وقيل إن شرطه في الرجال الذين يروي عنهم أشد من شرط البخاري ومسلم, ولقد لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم, وكلام النسائي علي فقه الحديث في سننه يدل علي مدي فقهه, وسعة علمه, ورتبته بين العلماء وأثر في تلامذته: أبو جعفر الطحاوي وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلس, أبو القاسم الطبري, والحسن بن رشيق, وحمزة الكناني, إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان. ارتقي الإمام النسائي مكانة سامية في ثبت علماء الأمة, فهو يقف في مصاف كبار علماء الأمة, وإماما من أكبر أئمة الحديث, وقال عنه السيوطي رحمه الله:( النسائي مجدد المائة الثالثة). وثناء الناس عليه وإقرارهم بإمامته وريادته مذكور في كل كتب التراجم التي ترجمت كحياة هذا الإمام الكبير وهذه طائفة منتقاة. قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار, أبو عبد الرحمن النسائي, صاحب السنن, الإمام في عصره, والمقدم علي أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره, رحل إلي الآفاق, واشتغل بسماع الحديث, والاجتماع بالأئمة الحذاق. وقال الإمام الذهبي: هو أحفظ من مسلم. وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا, خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاث مائة, وتوفي شهيدا بمدينة القدس علي يد جماعة من الشباب وذلك في يوم الاثنين13 صفر303 ه,915 م. رابط دائم :