نبي كريم, بعثه الله إلي قومه من أبناء شيث بن آدم عليهم السلام, وكان الناس حتي عهده أمة واحدة, يأمرهم بالتمسك بشريعة آدم, وينهاهم عن البعد عنها, وهو جد أبي سيدنا نوح عليه السلام, وبينهما علي ما روي ابن عباس ألف سنة, ولد ببابل العراق, أو بمصر, ويقال إنه تعريب أوزوريس, وهو رمز الخير عند الفراعنة. والذي نؤمن به أن إدريس من الأنبياء, ورد ذكره في سورة مريم الآيتين56 و57, يقول تعالي:( واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا), كما ورد ذكره في سورة الأنبياء, الآية85, يقول تعالي:( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين), وثبت في مسند الإمام أحمد عن أبي ذر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: أول من خط بالقلم إدريس عليه السلام, وهو أول من خاط الثياب, وكان الناس قبله يلبسون الجلود, أول من نظر في علم النجوم والحساب, وكان عظيم الصدق في قوله وعمله, فرفع الله مكانته وقدره, فمن أراد أن أن يرفع الله قدره في الدنيا والآخرة فليكثر من ذكر الله والاستغفار, وليكن إدريس عصره. وقيل إن الله رفعه إلي السماء الرابعة كما رفع عيسي ابن مريم, وروي البخاري في حديث الإسراء والمعراج ثم صعد بي حتي أتي السماء الرابعة.. فلما خلصت إلي إدريس, قال( جبريل): هذا إدريس, فسلم عليه, فسلمت عليه, فرد, ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. وقال وهب بن منبه: كان يرفع لإدريس عليه السلام كل يوم من العبادة مثل ما يرفع لأهل الأرض في زمانه, فعجب منه الملائكة واشتاق إليه ملك الموت, فاستأذن ربه في زيارته فأذن له, فأتاه فطلب منه إدريس أن يقبض روحه, فأوحي الله تعالي إليه أن اقبض روحه, فقبضه ورده إليه بعد ساعة, ثم طلب إدريس من ملك الموت أن يرفعه إلي السماء فينظر إلي الجنة والنار, فأذن الله تعالي له في رفعه إلي السموات, فرأي النار فصعق, فلما أفاق قال أرني الجنة, فأدخله الجنة, ثم قال له ملك الموت: اخرج لتعود إلي مقرك. فتعلق بشجرة وقال: لا أخرج منها. فبعث الله تعالي بينهما ملكا حكما, فقالك ما لا تخرج؟ قال: لأن الله تعالي قال: كل نفس ذائقة الموت وأنا ذقته, وقال: وإن منكم إلا واردها( أي النار) وقد وردتها, وقال: وما هم منها بمخرجين( أي الجنة) فكيف أخرج؟ قال الله تبارك وتعالي لملك الموت:( بإذني دخل الجنة, وبأمري يخرج). فهو حي هنالك, فذلك قوله تعالي:( ورفعناه مكانا عليا). قال وهب بن منبه: فإدريس تارة يرتع في الجنة, وتارة يعبد الله تعالي مع الملائكة في السماء.