تواصلت أمس فعاليات الأسبوع الثقافي والفني الذي ينظمه المركز الثقافي المصري بباكو في محاولة جادة منه لبناء جسور التواصل بين الثقافة المصرية ومحبيها في أذربيجان, وهو ما يندرج ضمن استراتيجية المركز علي الصعيد التعليمي والثقافي, والتي تشتمل كذلك علي تنظيم وإقامة أنشطة فنية وثقافية وندوات ومحاضرات, بما يسهم في ايصال الثقافة والفنون المصرية لمختلف شعوب ودول العالم. وكانت الحفلة الثانية التي أحيتها فرقة مرسي مطروح للفنون الشعبية أمس, قد خطفت الاهتمام علي حساب باقي أنشطة الأسبوع الثقافي, والتي شاهدها الدكتور محمد جابر أبوعلي وكيل أول وزارة التعليم العالي والسفير صابر منصور سفير مصر بأذربيجان إلي جانب وفد من أبناء الجالية المصرية, وحشد كبير من الجمهور الآذاري من محبي الفنون, وذلك في المقر الجديد للمركز الثقافي المصري. وقال الدكتور عادل درويش مدير المركز تأتي هذه الاحتفالية بالفنون الشعبية المصرية انعكاسا لمشاعر التقدير والحب التي يكنها لها الناس هنا, وإيمانا منا في المركز بهذه الفنون التي عملت علي مدي قرون عديدة علي ربط الحاضر بالماضي وتوثيق الصلات بين الشعوب والثقافات, كما أعطت هذه الفرقة للرقصات والفن والكلمات معني الأصالة, ورسخت الضرورة لإحياء التراث الأصيل في مجتمعاتنا. وأضاف درويش نحن فخورون جدا بهذه الفرصة التي سمحت لنا بتسليط الضوء علي الفن الشعبي المصري من خلال برنامجنا الذي يهدف إلي ترسيخ قيم التقدير للمبدعين من أهل الفن والثقافة والإعلام من خلال المركز المصري, والذي يقدم يوميا دروسا في تعليم الكبار والأطفال الراغبين في تعلم ودراسة اللغة العربية, مشيرا إلي أن هذه الأنشطة المميزة تعتبر جسرا للتواصل مع الجمهور, وفرصة نادرة في المشهد الثقافي الأذربيجاني للاستمتاع بروائع الفنون المصرية, وللتواصل مع خبراته الفنية عبر المركز الثقافي المصري, في اطار تطبيق برنامج المركز في التعريف بالمنجز الابداعي المصري ثقافة وفنا وسينما وأدبا. وشهدت الحفلة الثانية التي أحيتها فرقة مرسي مطروح بالمركز المصري تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور من خلال ما قدمه من روائع التراث الشعبي البدوي المعروف في مناطق القوقاز وآسيا الوسطي وأذربيجان وتركيا, والتي تختزل مسيرة فنية استمرت وتطورت عبر قرون من الزمن, مؤسسة لمنجز إنساني ذي ملامح روحية وثقافية مشتركة تعكس متانة العلاقات الثنائية الثقافية التي تصله بالثقافات من مصر والشرق العربي إلي سهول آسيا الوسطي, وتكمن قوة فرقة مرسي مطروح في قدرة الراقصين والعازفين فيها وهم: المخرج فتحي مبروك مدير الفرقة ويسري زكريا مشرف موسيقي والمطرب موسي مطرف وعبدالحميد محمد وعوام مصطفي وحسن عبدالمنعم ومحمد فرحات وإيناس أبوالنجا وداليا علي ومحمد أبوالنجا وأحمد فتحي وسليمان يوسف وإيهاب أبوخطوة, علي خلق صوت جديد من إيقاعات الآلات الشعبية التقليدية مع الإبقاء علي سحر الجوهر المتمثل في الصوت مصحوبا بما يشبه طقوس الرقص الجماعي وحركات الإيماء الداخلية, وتلوينات الأداء الصوفي الشرقي ضمن الفرقة الواحدة الذي يجمع بين الارتجال والأداء التأملي المنظم النابض بالشباب والحيوية.