تمردوا علي الفوضي والسلبية واللامبالاة..ونبذوا ال أنا وتركوا طباعة الأوراق وجمع التوقيعات ونحوا ميولهم السياسية جانبا بعد أن قرروا ترك بصمتهم في مجتمع بات يئن من أزماته المتلاحقة..وعلي الرغم من أنهم يستشعرونها ويعانون منها إلا أنهم أبوا أن تغل أيديهم عن العطاء ليصبحوا أسري الاستسلام ويكتفوا بالتمرد علي الواقع بالندم والآهات والحسرات..هؤلاء هم الشباب الذين قرروا بذل طاقاتهم وتحمل جزء من المسئولية.. فانطلقوا نحو ميدان العمل والإنتاج ضاربين بصيحات اليأس والإحباط عرض الحائط..ممتلئين بالأمل نحو مستقبل أفضل..شباب يعملون في صمت بعيدا عن عالم الفضائيات..فقط يكفيهم ما يتركونه من أثر وما يلمسونه من تغير في مجتمعهم. الأهرام المسائي حاور بعض هذه النماذج المشرفة ممن أدركوا أن الأفعال تتحدث أكثر من الكلمات وأن هذه المرحلة هي الحاسمة في تاريخ مصر بعد الثورة..وهي ما يفرق فيها بين الخبيث والطيب وبين من يعمل لصالح الوطن ومن يعمل لأغراض خاصة.. هم مجموعة من طلبة الجامعات قرروا ترك بصمتهم في الأجيال الصاعدة ونقل ما تلقوه من علم وما اكتسبوه من خبرات لهم من خلال تأسيس نموذج مويك, وهو نشاط طلابي قائم بذاته غير تابع لأي حزب سياسي ويضم مشروعين تنظمهما لجنة المشروعات, يسمي المشروع الأول أشبال والذي يعتمد علي التعاقد مع عدد من المدارس لتنظيم دورات تدريبية منتظمة بالجامعات خلال السنة, علي أن تكون بالمجان للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم من11 إلي16 عاما, وتضم المجالات الإنسانية والثقافية والسياسية, وذلك بعد تلقي القائمين علي النشاط من طلاب الجامعات دورات في مجالات التنمية البشرية ومهارات البحث وفن التفاوض. وتقول نورهان محمود طالبة بكلية آداب جامعة القاهرة وعضو بمشروع أشبال- إن النشاط قائم علي فكرة غرس القيم الإنسانية والخلق الحسن والصدق في الشباب منذ نشأتهم, وربطها بقضايا الأمة الإسلامية والعربية حتي نتمكن من صنع فرد أمة وهو الفرد الذي لديه وعي بقضايا الأمة وأبرزها قضايا المسلمين في فلسطين وسوريا والشيشان والأندلس. وتشير إلي أنه في نهاية العام يتم تنظيم مؤتمر محاكاة لمنظمة التعاون الإسلامي, ومن خلاله يتم تقسيم الطلبة إلي مجموعات, علي أن تمثل كل مجموعة بلدا معينا وتعمل علي مناقشة مشكلاته والتوصل لحلول فعلية من خلال التفاوض وفقا للمعطيات التي تم الحصول عليها, وذلك بحضور لجنة للتقييم تعمل علي تقييم أداء الطلبة ومدي إمكانية تطبيق ما توصلوا إليه من حلول علي أرض الواقع, والتي يتم طرحها فيما بعد في المؤتمرات الفعلية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالشأن العربي والإسلامي, موضحة أن هدف هذه الأنشطة إشراك الشباب في عملية صنع القرار ووضعهم في موقع المسئولية, ما يمكنهم فيما بعد من تقلد مناصب قيادية مبنية علي وعي كامل وإدراك سليم. وتؤكد نورهان أن السياسة لا يمكن أن تقف حائلا دون خدمة المواطن لبلده, مشيرة إلي أن الأنشطة تضم شبابا من مختلف الكليات والجامعات والذين ينتمون إلي تيارات سياسية مختلفة, كما أن منهم معارضين للنظام القائم إلا أن المعارضة السياسية وحدها ليست نهاية الطريق ولن تسهم وحدها في رفع شأن الأمة. وعن مشروع النوايا الحسنة, تقول بسمة محمود رئيس لجنة المشروعات سابقا- أنه تم التعاقد مع دارين فقط للأيتام حتي الآن, لزيارة الأيتام بشكل دوري طوال العام بهدف إضافة الاحتواء النفسي والرعاية العقلية والثقافية والمهاراتية إلي جانب ما يتلقونه في الدارين من رعاية خدمية وصحية, نظرا لما يعانيه هؤلاء الأطفال من ضعف مستوي التعليم وتدني الوعي الثقافي, مشيرة إلي أن النشاط قائم علي الاستمرارية والتركيز علي الجانب الأخلاقي وتفجير طاقات الأطفال ومهاراتهم الإبداعية. رابط دائم :