تحت عنوان الفيدرالية تشعل الحرب في ليبيا, نشرت مجلة أوروبا أونلاين تقريرا أشارت فيه إلي أن إعلان رئيس مجلس إقليم برقة أحمد الزبير الحكم الذاتي للإقليم الغني بالبترول. ومطالبته بموازنة منفصلة عن طرابلس يقود البلاد إلي العنف والفوضي ويشعل الحرب بين القبائل الليبية المتناحرة في الأصل, مؤكدة أنها الخطوة الأولي في طريق تقسيم ليبيا إلي دويلات صغيرة, وهو ما يعد نقطة سوداء في مسيرة الحكومة الليبية التي لاتزال توصف بصاحبة الأداء الضعيف والهش إذ أنها فشلت في احتواء هؤلاء الفيدراليين, كما أنها عجزت عن تحقيق الاستقرار بعد عامين علي الأطاحة بالقذافي إذ تعاني ليبيا الثورة من معارك انتقال سياسي طاحنة وفوضي أمنية عارمة اختلقتها الميليشيات المسلحة التي عجزت الحكومة عن اجبارها علي تسليم أسلحتها حتي باتت مصدرا للإرهاب في البلاد. وجاء إعلان الزبير بتفعيل دستور1951 الذي ينص علي إنشاء برلمان برقة بمجلسيه النواب والشيوخ ليلقي بظلاله علي حالة التخبط التي تعيشها الحكومة الليبية التي تجاهلت تلك المنطقة الملتهبة طوال الفترة الماضية, وهو ما أجبر سكانها الذين يشكون تجريدهم من ثروات ليبيا وحقوقهم المشروعة علي اتخاذ قرار الانفصال الذي سيدمر الأخض واليابس بعد أن يقضي علي حلم الدولة الليبية الموحدة وسيكون المسمار الأخير في نعش التحول الديمقراطي الذي اندلعت الثورة الليبية من أجله بل وسيكون أيضا شرارة للحرب الأهلية التي ستندلع في ليبيا والتي ستشتعل لتحرق البلدان المجاورة. ولن يضر قرار الانفصال ليبيا فقط بل سيتعدي حدودها ليهدد الأمن القومي لمصر التي وصفته بالكارثة الكبري لذا سعت لمنع وقوعها كثيرا لأن الحرب الأهلية والنزاعات القبلية التي ستندلع ستصل إلي مصر التي تمر بأصعب مراحلها السياسية وأكثرها حساسية, وأبرز مثال أن مخازن الأسلحة التي فتحها القذافي أيام الثورة لنشر الفوضي عند قيام ثورة17 فبراير كانت مصر أكثر المتضررين منها لأنها عبرت الحدود من خلال عصابات التهريب لتصل وتهدد أمن وسلامة المصريين. وتكمن المخاوف من إعادة سيناريو أفغانستان مرة أخري في ليبيا خاصة مع بروز نجم الإسلاميين هناك, وهو الأمر الذي قد يدفع الغرب إلي التدخل بدعوي الحفاظ علي ماتبقي من ليبيا التي قد تمزقها النزاعات القبلية والحروب التي تهدد مستقبلها, وفي الوقت الذي ستكون فيه مصر أكثر المتضررين سيكون الكيان الإسرائيلي الذي يسعي إلي زعزعة الاستقرار ونشر الفوضي في المنطقة ابرز المستفيدين لأن تل أبيب وقتها ستصبح أقوي الكيانات الموجودة وهو ما سعت إليه منذ سنوات طويلة. ويرد المحللون علي الفيدراليين الذين يؤكدون أنهم اختاروا الطريق الصحيح لتحقيق الاستقرار لليبيا, أنهم يجهلون المخاطر التي تحدق بتلك المنطقة التي ظلت مطمعا للدول الاستعمارية, مؤكدين أن انشقاق الإقليم يعد بداية لتقسيم البلاد.