بينما يغرق الوطن العربي والدول الإسلامية في الفقر والبطالة وتدني مستوي المعيشة تنفق دول الخليج مئات المليارات من الدولارات علي استيراد الأسلحة الأمريكية حيث انفقت حوالي200 مليار دولار خلال عامي2011 و2012 فقط لاستيراد الأسلحة حيث بلغ إجمالي ما تم استيراده من2002 إلي2012 حوالي500 مليار دولار أي بمتوسط70 مليارا سنويا, وفقا لتقرير منظمة أيدكس. وقد برزت الولاياتالمتحدة كأكبر مورد للأسلحة لدول الخليج بين عامي2005 و2009, وفقا لبحث نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام( سيبري), إذ تشكل الأسلحة الأمريكية حوالي54% من إجمالي حجم واردات منطقة الخليج العربي من السلاح, تليها فرنسا بنسبة21%. وقد استأثرت دولة الإمارات العربية المتحدة بحوالي57% من حجم الواردات من الأسلحة التقليدية الرئيسية خلال الفترة2005 2009 تليها المملكة العربية السعودية بنسبة10% فقط, علي مدي فترة أطول من1990 2009 علي الرغم من أن السعودية كانت أكبر مستورد في منطقة الخليج. حيث أكد الباحث بيتر ويزمان أن حجم الأسلحة التي تستوردها دولة الإمارات العربية المتحدة قد زاد بشكل كبير في العقد الماضي, ومن المرجح أن تظل المستورد الأكبر في السنوات المقبلة. وكشف تقرير المعهد أن ما تحصل عليه دول الخليج عبارة عن أسلحة تقليدية لا تندرج تحت بند أسلحة الدمار الشامل, مثل الأسلحة البيولوجية النووية والكيميائية, ولكن تقتصر علي الأسلحة الخفيفة والبحرية والألغام الأرضية والقنابل غير النووية, والقذائف, والصواريخ, والطائرات العسكرية والذخائر العنقودية. وفي ديسمبر2011, أبرمت واشنطن صفقة بيع أسلحة متطورة للخليج العربي بقيمة123 مليار دولار حصلت السعودية منها علي84 طائرة بوينج و70 طائرةF-15SA ومروحيات وصواريخ وذخيرة موجهة, ودبابات, ووقعت دولة الإمارات العربية علي صفقة بحوالي3.6 مليار دولار لشراء نحو100 صاروخ دفاعي اعتراضي كجزء صغير من صفقة أكبر بلغت قيمتها نحو36 مليار دولار تتضمن شراء80F-16 طائرة مقاتلة. وبلغت واردات عمان من الأسلحة حوالي18 مليار دولار والكويت حوالي7 مليارات دولار في حين بلغت واردات العراق من الطائرات المقاتلة والدبابات11 مليار دولار. وقالت صحيفة نيويورك تايمز أن نمو مبيعات الأسلحة الأمريكية زاد بعد تولي أوباما حيث وصل إلي أعلي مستوياته العام قبل الماضي. وبرغم أن الإمارات كانت تحتل المرتبة الخامسة عشرة من بين أكثر الدول المستوردة للأسلحة في العالم ما بين عامي1999 و2003, إلا أنها أصبحت ثالث أكبر مستورد للسلاح بين الدول النامية بعد أن أبرمت صفقة قيمتها1.4 مليار دولار نظير أسلحة تشمل دبابات ومدفعية, ومركبات مدرعة وطائرات مقاتلة ومروحيات و صواريخ أرض جو, وسفن مقاتلة, وصواريخ سطح سطح, وصواريخ مضادة للسفن, وصواريخ موجهة. واشترت الكويت من أمريكا معدات عسكرية بقيمة4.2 مليار دولار, تشتمل علي60 صاروخ باتريوت متقدم و20 منصة لإطلاق الصواريخ و أربعة رادارات. وحصل الأردن بموجب عقد مع واشنطن علي1808 صواريخ مضادة للدبابات و162 منصة إطلاق صواريخ بعضها صواريخ متطورة بقيمة608 ملايين دولار. وطبقا لصحيفة الجارديان البريطانية فإن السلاح يعد أهم الصناعات الداعمة للاقتصاد الأمريكي, الذي يسعي إعلامه لترويج شائعات عن التهديد النووي و التفوق الإقليمي لإيران في منطقة الخليج العربي وذلك لفرض الهيمنة علي المنطقة بخلاف ضمان الأمان الوظيفي لحوالي75 ألف موظف في الشركات التكنولوجية الكبري المصنعة للأسلحة الأمريكية مثل بوينج, لوكهيد مارتن, وشركة جنرال إلكتريك, والتي تدعم الاقتصاد الأمريكي بنحو3.5 مليار دولار سنويا, كما تعود بالنفع أيضا علي مصدري الأسلحة في العالم, وتتيح لهم المشاركة في عملية صيانة تلك المعدات وتدريب المشترين وبالتالي تظل دول الخليج في حاجة ماسة للولايات المتحدة لحمايتها, فيما تضمن واشنطن تشابك وإحكام العلاقة بين إنتاج النفط في تلك الدول وتجارة الأسلحة, التي تعد ضمانات لتدفق النفط. وأوضحت الصحيفة أن خلق فرص العمل في زمن الكساد الاقتصادي في أمريكا هو الدافع الرئيسي لموافقة كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ علي تلك الصفقات رغم أن صفقات السلاح الأمريكية مع دول الخليج العربي تواجه عقبات ترجع إلي قوة اللوبي الإسرائيلي, ولكن الإدارة الأمريكية استفادت من والتوترات المتزايدة بين إسرائيل مع إيران لإتمام تلك الصفقات لضمان أن يكون الخليج هو خط الجبهة ضد إيران وبالتالي يصب في مصلحة إسرائيل. ويري توماس رودابوج, نائب مدير شركة نورثروب جرومان التي تعد أكبر تكتل للصناعات الجوية والعسكرية وثالث أكبر مقاول للمعدات الدفاعية للجيش الأمريكي أن توجهات دول الخليج قد تغيرت خلال السنوات العشر الماضية, فالتهديدات الأمنية الموجودة في المنطقة أدت إلي حاجتها إلي القوة العسكرية والاستخباراتية, وهو ما دفع الإمارات إلي إنفاق1.4 مليار دولار مؤخرا لاستيراد طائرات بدون طيار ومركبات مقاومة للألغام.