سيطر اللون الأحمر أمس علي شاشات تداول البورصة المصرية, مشيرا إلي انخفاض حاد في أسعار الأسهم نتج عنه تراجع مؤشر إيجي اكس30 الذي يقيس أداء أكثر30 شركة نشاط في البورصة بنسبة5.07% محققا حجم تداول وصل إلي144 مليون سهم بقيمة996.506 مليون جنيه. هذا وقد سجلت تعاملات الأجانب في جلسة أمس صافي قيمة بيع بلغت169.929 مليون جنيه وصافي قيمة شراء بلغت117.196 مليون جنيه. أما العرب فسجلت تعلاماتهم76.229 مليون جنيه صافي بيع و75,641 مليون جنيه صافي شراء, بينما سجل المصريون صافي بيع726.577 مليون جنيه و779.898 مليون جنيه صافي شراء كما بلغت تعاملات المؤسسات أمس إلي356.29 مليون جنيه صافي بيع319.57 مليون جنيه صافي شراء, بينما سجلت تعاملات الأفراد616.444 مليون جنيه صافي بيع و653.158 صافي شراء. وحول أسباب انخفاض البورصة أوضح الخبراء أن أزمة ديون اليونان وتراجع البورصات العالمية وتراجع أسعار شهادات الإيداع الدولية أهم الأسباب التي أثرت علي تعاملات البورصة أمس مؤكدين أن تلك الأزمة مؤقتة ولن تستمر طويلا وينصحون بعدم الاندفاع في البيع والاحتفاظ بالأسهم حتي مرور تلك الأزمة. يقول محسن عادل محلل فني إن الانخفاض الذي شهدته البورصة في بداية تعاملات الأسبوع كان متوقعا بسبب انخفاض البورصات العالمية يوم الجمعة, وبالتالي انخفاض شهادات الإيداع الدولية المصرية الموجودة في بورصة لندن وهي أوراسكوم تيلكوم وأوراسكوم للإنشاءات والمصرية للاتصالات والبناء التجاري الدولي والبويات والصناعات الكيماوية والقابضة للاستثمارات المالية وحديد عز وليسيكو والسويس للأسمنت وهيرمس وهو ما أدي إلي هبوط مؤشر البورصة المصرية في بداية الجلسة5% لأنهم يستحوذون علي نسبة كبيرة من مؤشر إيجي إكس30. وأضاف أن بيع الأجانب وانخفاض معدل دخول السيولة إلي السوق في جلسة أمس إلي جانب حالة الخوف التي أصابت المستثمرين أسهم في انخفاض السوق أمس خاصة مع اقتراب المؤشر من نقطة6200 وهي نقطة دعم قوية لم يهبط عنها المؤشر منذ أكثر من خمسة أشهر. وأوضح أن بيع الأجانب أمس كان بسبب تغطية مراكزهم المالية المكشوفة في بورصاتهم المحلية. وأشار محسن إلي ظهور عمليات شراء تجميع انتقائي في منتصف تعاملات جلسة أمس بغرض تكوين مراكز مالية جديدة والاستفادة من هبوط أسعار بعض الأسهم القوية وهو ما يؤكده انخفاض مؤشر ايجي اكس70 أقل من مؤشر ايجي اكس30 بنسبة1.250%. وأكد محسن أن ذلك الانخفاض الذي أصاب البورصة هو حادث عرضي بسبب انخفاض البورصات العالمية, مشيرا إلي أن هناك عدة مؤشرات في جلسة أمس من شأنها بث حالة من الطمأنينة بالنسبة للبورصة المصرية وهي اقتراب قيمة التعاملات من مليار جنيه وظهور قوة شرائية في نهاية الجلسة وهو ما قد ينتج عنه توقعات بظهور حركة تصحيحية بدءا من جلسة اليوم وحتي نهاية الأسبوع الحالي لتعويض الخسائر. وقال عيسي فتحي نائب رئيس شعبة تداول الأوراق المالية بالغرفة التجارية إن السبب الرئيسي لانخفاض البورصة المصرية هو تراجع أسهم شهادات الإيداع الدولية في البورصات الأجنبية يومي الخميس والجمعة, وبالتالي انخفاضها في بداية تعاملات البورصة أمس. ونصح عيسي المستثمرين بضرورة تقييم الوضع الحالي للبورصة والتفكير في الأزمة بشكل عقلاني وعدم الاندفاع في البيع مؤكدا أن أزمة البورصات الأجنبية وتأثر البورصة المصرية بها ليست إلا أزمة طارئة ولن تستمر طويلا مشيرا إلي أن حالة الفزع والخوف التي سيطرت علي المستثمرين هي ما أدت إلي انخفاض البورصة المصرية خلال الأسبوع الماضي وبداية تعاملات الأسبوع الحالي أكثر من ألف نقطة مما يعني أنه بسبب الاندفاع في البيع جعل انخفاض بورصتنا أكثر من البورصات العالمية. وأضاف عيسي أن هناك فئة من المستثمرين تستغل تلك الأزمات من أجل تحقيق مكاسب موضحا أنه في كل أزمة فرصة يمكن استغلالها مثلما حدث أمس حينما اشتري بعض المستثمرين عددا من الأسهم القوية بأسعار منخفضة في بداية الجلسة ثم بدأت تظهر موجة شراء في نهاية التعاملات بفرق سعر مريح مشيرا إلي أن الخسارة لحقت بالمستثمر الذي اندفع في البيع خوفا من تطور الأزمة وتحولت إلي أرباح في يد المستثمر الذي يعرف جيدا أن الأزمة لن تستمر طويلا. وقال أحمد نجيب رئيس مجلس إدارة إحدي شركات الاستشارات المالية والتحليل الفني إن هناك حالة من الخوف والترقب تسيطر علي كل البورصات العالمية بسبب أزمة ديون اليونان خاصة مع الحديث عن إمكان انتقال الأزمة إلي أسبانيا والبرتغال وإيرلندا وإيطاليا وهو ما ينذر باحتمال تأثر الاقتصاد الأوروبي كله بتلك الأزمة. وأضاف أن التوقعات تشير إلي عدم حدوث أي تحركات عنيفة لمؤشر البورصة في جلسة اليوم بسبب إغلاق البورصة المصرية قبل فتح الأسواق الأوروبية لذلك فإن أي تحرك لتلك البورصات لن يؤثر علي تعاملات البورصة المصرية إلا بدءا من جلسة الغد. ويتوقع الدكتور محمد محمود الصهرتجي خبير استثمارات مالية والعضو المنتدب لإحدي شركات التداول بإمكان انحسار أزمة ديون اليونان قريبا وذلك بسبب جهود الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي للسيطرة علي الأزمة خاصة بعد تدخل أمريكا وحرصها علي عدم حدوث أي اضطرابات اقتصادية أخري بعد الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم في2008. وأوضح الصهرتجي أنه كلما اقترب موعد استحقاق أقساط ديون اليونان كلما زادت حالة الخوف والارتباك التي تؤثر علي البورصات الأجنبية, ولكنه في حالة دفع القسط القادم بعد أيام قليلة ستسترد تلك الأسواق عافيتها. وأكد أن تأثر البورصة المصرية بأزمة ديون اليونان ينحصر في أداء شهادات الإيداع الدولية في البورصات الأجنبية وتأثيرها علي تعاملاتنا المحلية أما فيما عدا ذلك فلن يتأثر الاقتصاد المصري بأي مشكلات اقتصادية بسبب اليونان. ويوضح هيثم عبدالسميع محلل فني أن السبب الرئيسي في انخفاض بورصة نيويورك هو الخطأ الذي قام به موظف في أحد البنوك الأمريكية عندما أصدر أمر بيع لمليار سهم بروكتل أند جامبل بدلا من مليون سهم وهو ما نتج عنه انخفاض مؤشر داو جونز450 نقطة ثم تبعها التنفيذ الآلي لأوامر بيع كانت مشروطة بانخفاض معين نتج عنه انخفاض المؤشر مرة أخري أكثر من ألف نقطة في جلسة واحدة هذا بالإضافة إلي انخفاض بورصة لندن بسبب الانتخابات المحلية هناك, وبالتالي عدم وضوح السياسة الاقتصادية الجديدة وهو ما أثر علي تعاملات بورصة لندن سلبيا وأدي إلي انخفاض كبير لأسهمGDR أو ما يسمونه بشهادات الإيداع الدولية الذي نتج عنه انخفاض مؤشر البورصة المصرية أمس5.07%.