يبدو أن المنافسة الشديدة التي قد تواجهها سوق الدراما المصرية في رمضان هذا العام من المسلسلات التركية التي فرضت نفسها علي الساحة المصرية بقوة وسحبت عددا كبيرا من مشاهدي الدراما والمخاوف التي تسيطر علي البعض من سيطرة هذه الدراما في رمضان أيضا جعلت عددا من المنتجين يفكرون في صياغة جديدة للأعمال لجذب المشاهدين إلي الأعمال في رمضان فكانت العودة التي نتمني أن تكون حميدة مرة أخري إلي الفوازير التي اعتاد علي رؤيتها المشاهد لسنوات طويلة, إذ كانت تلتف حولها الأسرة المصرية لمتابعتها طوال الشهر الكريم لما تحمله من متعة ترفيهية بجانب متعة التشويق والإثارة وحل الألغاز التي تجذب المشاهد والتي يهواها الشعب المصري بطبعه وقد كانت البداية مع الفنانة الاستعراضية نيلي ومخرج الروائع فهمي عبد الحميد فقد قدما الفوازير علي مدار7 سنوات ثم قدم عبد الحميد بعد ذلك فوازير فطوطة من إخراجه وبطولة سمير غانم علي مدار ثلاث سنوات, بعدها قدمت شريهان من خلاله فوازير ألف ليلة وليلة وحول العالم علي مدارثلاث سنوات كنوع آخر من الفوازير مليء بالاستعراضات الجميلة وفي عام88 قدم يحيي الفخراني وصابرين وهالة فؤاد فوازير مناسبات وفي عام89 قدمت ليلي علوي فوازير ألف ليلة وليلة. كما قدم مدحت صالح وشرين رضا في أول ظهور درامي لها فوازير الفنون أيضا عام89 بعدها توقفت الفوازير إلا من تجارب غير ناجحة لم يسمع عنها الكثير من الناس وها هي تحاول العودة مرة أخري من خلال محاولة الفنان محمد هنيدي الذي يجري الآن تصوير فوازير مسلسلتيكو التي تطرح كل حلقة علي المشاهد سؤالا عن أحد المسلسلات العربية ليقدمها من خلال الشاشة الصغيرة في شهر رمضان بمشاركة عدد من النجوم كضيوف شرف منهم يسرا وغادة عبد الرازق ومي عز الدين وهاني رمزي وخالد صالح ومن إخراج أحمد المهدي في ثاني تجربة له في تقديم الفوازير بعد أبيض وأسود التي قدمها مع لوسي وأشرف عبد الباقي والراحل علاء عبد الباقي عام97, كما تجري الآن تصوير فوازير قطر الندي التي تقوم ببطولتها رانيا محمود ياسين ويشاركها البطولة سعيد صالح وحجاج عبد العظيم وأشرف مصيلحي وروان فؤاد وتقدم رانيا من خلالها دور ممثلة مشهورة بحياتها العديد من المفاجآت. وها هي تلك الفوازير قد تكون بداية طيبة للعودة إلي هذا النوع من الأعمال الترفيهية التي افتقدناها كثيرا بسبب سيطرة الدراما بموضوعاتها المختلفة والمتكررة أحيانا والخارجة علي الحد كثيرا والتي قد تؤذي حواراتها مسامع المشاهد المصري الذي يلتف حول التليفزيون وبجانبه أسرته ولا يعرف ماذا يفعل عندما يري ويسمع أبناءه معه ألفاظا لم نكن نعهدها من قبل تحت مسمي محاكاة الواقع الذي ليس هو بواقع إلا من خيال المؤلف. فهل تنجح فوازير رمضان هذا العام في جذب المشاهد مرة أخري والعودة به إلي ثمانينيات القرن الماضي أم لا؟. رابط دائم :