يدور المثقفون والكتاب في حلقة تقدير ما بين جوائز الدولة والجوائز الخاصة مثل جائزة البوكر للرواية العربية وساورس وغيرها, وبين هذه وتلك يبحث عن نوع من التقدير علي المستوي المعنوي وعلي المستوي المادي, لكن أصبح هناك مجموعة من الأدباء تسعي للتقدم في الجوائز الخاصة اكثر من جوائز الدولة, للبحث عن نوع اخر من التقدير يرونه محايدا أكثر. قال القاص د. أحمد الخميسي إن جوائز الدولة ارتبطت تاريخيا باصطفاء الدولة لبعض الكتاب او كتابها فانها تمنح الجوائز لهم رغم ان الدولة من حين لأخر فانها لا تستطيع ان تتجاوز كتابا كبارا حتي لو علي خلاف معها مثل بهاء طاهر, لكن الاتجاه العام لها هو اختيار الاكثر انتماء للدولة ولأجهزتها الثقافية فهناك مثال الكاتب محمد ناجي وله7 روايات من ابدع ما كتب في الادب العربي لكنه لم يأخذ أي جائزة من الدولة, فالمسالة مرتبطة بمواقف الكتاب السياسية, وتعطي جوائز الدولة أحيانا رغما عنها لمن لا تستطيع ان تتجاهله, والكتاب يبحثون عن الجوائز الخاصة لانها محاولة موضوعية للتحكيم. وأضاف لكن انا شخصيا اري ان اي كاتب يسعده ان يحصل علي جائزة في بلده فأقل جائزة من الوطن تساوي اكبر جائزة في العالم فهو تكريم بمذاق اخر, لكن عندما تنعدم المعايير الموضوعية من الطبيعي ان يبحثوا عنها في جوائز اخري, بأن يكون الحكم بمعيار الموضوعية وليس قدر الكاتب إعلاميا أو بالتربيطات, فهناك ظلم لكثير من الأدباء لم يحصلوا علي جوائز لا لشيء غير انها غير موضوعية, والاديب المصري اول من يكتب وأخر من يأكل لأن ظروف الحياة بالنسبة للأدباء صعبة, فلا يوجد مردود مالي يسمح لهم ان يكملوا دورهم, فالاديب في مصر يحيي حياة قاسية, فيبحثوا في الجوائز بخلاف القيمة الادبية والقيمة الموضوعية عن مردود مادي ملائم. واوضح الشاعر شعبان يوسف أن الجوائز الخاصة متخلصة من شروط كثيرة جدا أكثر كما أنها أكثر كفاءة من حيث التحكيم, وآلية الترشح مختلفة, ولا يضطر المرشح لها ان يقوم باتصالات ليتلصص لمعرفة الفائز مثلما يحدث في جوائز الدولة, لكن في الجوائز الخاصة لا توجد سبل للتلصص, وأنا أستبعد ان الكتاب لا يقدمون في جوائز الدولة لكن لا يقبلون عليها بنفس حماسة الجوائز الخاصة, لأن بها مبلغ من المال اكثر من انها تقدير بدليل ان هناك مبدعين مهمين لم ينالوا جوائز كبيرة مثل الكاتب الكبير علاءالديب الذي لم يرشح لجوائز الدولة, وغيرها, أظن جوائز الدولة فاقدة مصداقيتها الي حد ما امام الجوائز الخاصة لان بها تربيطات وضغوطا ومجاملات, لكن الاخري تقريبا متخلصة من تلك الامور, وبها قراءة ومحكمون متميزون, وجوائز الدولة فقدت بريقها منذ فترة طويلة فهناك من فاز بها من هم قليلون الموهبة. من جانبها قالت الكاتبة سلوي بكر أنه لا فرق بين الجوائز الخاصة او جوائز الدولة فالجميع يكون بها غياب الموضوعية ولجان التحكيم تعد سلفا وفقا للاهواء والعلاقات لاعطاء كتاب ما الجائزة, فلا اجد فرقا بينهم والذين يتقدموا للجوائز الخاصة من حقهم لأن هناك مقابلا ماديا وهم في حاجة إليه. وأضافت أنا انظر للجوائز بنظرة اخري لأنها تكرس لاتجاهات في الثقافة والكتابة الإبداعية من الممكن ان تكون مضللة للأجيال الجديدة ربما تعطي لمن لا يستحقونها ويكرسون نوعا من الكتابة فبذلك يكونون قدوة, فيقرر الكل ان يكتب علي هذا النهج, فالسؤال الذي يجب ان يشغلنا هل الجوائز في العالم العربي تدفع الثقافة لمنطقة افضل؟. رابط دائم :