تمر هذه الأيام ذكري ميلاد واحد من ألمع الموسيقيين الروس الذين تخطت أعمالهم حدود روسيا وطافت العالم بأسره خلال القرن العشرين وهو المؤلف الموسيقي وعازف البيانو سيرجي بروكفيف المولود في الثالث والعشرين من أبريل عام1891 في أوكرانيا لعائلة مثقفة فوالده يعمل مهندسا زراعيا مسئولا عن ضيعة كبيرة في بلده والأم سيدة مجتمع مثقفة وعازفة بيانو ماهرة.. وكان حبها للموسيقي وبالأخص لأعمال شوبان وروبنشتاين وبيتهوفن, أثر كبير علي ابنها في بداية حياته وتعلقه بالموسيقي.. وتلقي دروس البيانو الأولي علي يد والدته وقام بتأليف أول أعماله للبيانو وهو في الخامسة من عمره.. وفي الحادية عشرة من عمره ألف أوبريت وكثيرا من المقطوعات للبيانو.. ثم تعلم علي يد جلير الهارموني والتوزيع الأوركسترالي وبعد التحاقه بقسم التأليف بكونسيرفتوار سانت بطرسبرج درس التوزيع الوركسترالي علي ريمسكي كورساكوف والكنترابينط علي ليادوف وأثبت خلال سنوات الدراسة تفوقه ونبوغه.. وبعد تخرجه درس القيادة مع نيكولاي تشيربنين والبيانو مع آنا إسيبوفا, وحصل علي الجائزة الأولي في مسابقة روبنشتاين وهي أقيم جائزة تقدم لطلبة قسم البيانو وعزف في المسابقة كونشيرتو البيانو الأول له كبديل لكونشيرتو كلاسيكي وحاز إعجاب الجميع.. وبعدها كتب كثير من الأعمال الموسيقية وكان شديد الاهتمام بالموسيقي المسرحية سواء الأوبرا أو الباليه حيث كتب أربعة عشر أوبرا أشهرها المقامر والحرب والسلام وحب لثلاث برتقالات وتسعة باليهات أهمها سندريللا وروميو وجولييت هذا بالإضافة للعديد من الأعمال الأوركسترالية السيمفونية والكونشيرتو والمتتاليات وموسيقي الحجرة والأعمال الغنائية والكورالية.. كما اهتم بشكل كبير بموسيقي الأفلام ووضع موسيقي لسبعة أفلام نالت شهرة كبيرة وخاصة الكسندر نفسكي وآيفن الرهيب والملازم كيجيه. وقد برع بروكفيف عام1936 في كتابة واحد من أهم الأعمال التي عبرت عن الأطفال وحظت علي شهرة واسعة النطاق حول العالم وهي بيتر والذئب والتي كتبها بناء علي تكليف المسرح المركزي بموسكو بهدف الارتقاء بمستوي التذوق الموسيقي للأطفال في السنوات الأولي من التعليم, لمعرفة الصغار أسماء وطبيعة صوت الآلات, وألف الموسيقي في غضون أسبوع ولم تنل إعجاب بروكفيف القصة المكلف بوضع الموسيقي لها مما دعاه لتأليف القصة علي أن يقوم راو بتلاوتها أثناء العرض ومن ذلك الحين تعد من أجمل الروايات الموسيقية والأدبية للأطفال.. واستخدم المؤلف آلة الفلوت للتعبير عن الطائر بمرحه, والابوا عن البطة بما تحمله من ترقب ودرامية, والكلارينيت عن القطة في تلك المساحة المنخفضة والتي تعطي إيحاءا قاتما دافئا, وآلة الفاجوت بغموضها ودراميتها تعبر عن الجد, وكانت آلات الكورنو النحاسية معبرة عن الذئب, أما شخصية القصة وهي الطفل الشجاع بيتر فكانت للآلات الوترية, والآلات الإيقاعية معبرة عن الصياد. [email protected] رابط دائم :