في سبتمبر الماضي أطلق الطبيب المصري علي محمد زكي بمستشفي سليمان فقيه في جدة ناقوس الخطر في السعودية بالابلاغ عن سلالة قاتلة من فيروس كرونا والذي أدي الي وفاة نصف الحالات التي اصيبت به, وبعدها أصدرت منظمة الصحة العالمية إنذارا بخطورة الوباء القادم. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الطبيب المصري وعالم الفيروسات الذي شخص حالة اول مريض مصاب بسلالة كرونا بالسعودية أرسل العينة المصابة إلي مختبر علم الفيروسات الرائدة في ايراسموس الطبي في روتردام والذي اكد ايجابية الاصابة حيث تبين ان الفيروس ينتمي لعائلة الفيروسات المتصلة بمرض سارس الاكثر فتكا وذهب الطبيب زكي الي ما هو أبعد من ذلك عندما أكد ان الفيروس كرونا كان متحورا بشكل لم يشاهده أحد من قبل. إذ تتبع الطبيب المصري سريعا نظام الإبلاغ عن الامراض عبر الانترنت بهدف التقاسم السريع لتفاصيل الأمراض المعدية سواء مع الباحثين حول العالم او وكالات الصحة العامة. وبعد أسبوع, كان زكي في بلده مصر, حيث تم إلغاء عقده في المستشفي تحت ضغط من وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية التي لم يعجبها قيام الطبيب بتبادل المعلومات مع الخبراء حول المرض ووصف الطبيب المصري حالة المريض الذي اصيب بالفيروس بالسعودية بانه كان يعاني من تفاقم الالتهاب الرئوي وفشل التنفس الي جانب تعثر ثم فشل كليتيه وغيرها من الاجهزة الاخري حتي وافته المنية. و منذ ظهور المرض في سبتمبر من العام الماضي بالسعودية, ارتفع عدد الحالات إلي15 شخصا, لقي أكثر من النصف مصرعهم, بينما أعلنت المملكة العربية السعودية ان الأرقام ليست مقلقة حتي الآن, ولكن ظهور حالات جديدة تثبت أن العدوي انتشرت الآن من شخص لآخر, مما يثير جهدا مكثفا لفهم الفيروس, والاعداد بهدوء للأسوأ. ويقول رون فوشير, عالم الفيروسات الجزيئية في مركز ايراسموس الطبي الذي حدد الفيروس نحن لا نعرف ما إذا كان هذا الفيروس لديه القدرة علي تحريك وباء كامل ام لا. وعلي الجانب الآخر من مجلسي البرلمان علي ضفة نهر التايمز هو مستشفي سانت توماس في لندن, في سبتمبر من العام الماضي,كافح الأطباء في وحدة العناية المركزة من أجل تشخيص مرض رجل قطري عمره49 عاما والذي وصل عن طريق الإسعاف الجوي مع عدوي خطيرة بالجهاز التنفسي, وتم علاجه في عزلة تامة وظلت طبيعة الإصابة لغزا محيرا, وكان قد زار المملكة العربية السعودية ودخل العلماء في لندن علي برنامج الابلاغ عن الامراض عبر الانترنتPROMED ليجدوا ما نشره الطبيب المصري وأعراض الوباء التي اصابت المريض القطري. ويقول اريك سنيجدر رئيس علم الفيروسات الجزيئية في جامعة لندن أن المخاوف الآن تتركز علي ان يتحور الفيروس وينتشر بسهولة, بينما يري العلماء أن الفيروس ينتقل عبر الخفافيش تماما مثل فيروس سارس ودفعت الشكوك حكومة المملكة العربية السعودية لاستدعاء فريق جامعة كولومبيا لدراسة الخفافيش في مدينة بيشة الموطن الاول للمريض الذي حدد الطبيب المصري زكي اصابته بالفيروس حيث يرجح العلماء وجود وسيط لنقل المرض من الخفافيش الي الانسان, بينما يري البعض الآخر ان المرض ربما انتقل الي السعودية عن طريق استيراد الحيوانات من السودان وباكستان اللتين تكثر بهما الخفافيش, وربما يكون الفيروس قد انتقل عبر الابل والماعز والماشية او عبر الحيوانات الاليفة رابط دائم :