الأبعاد الثقافية والسياسية للثورات العربية تم عرضها وشرحها باستفاضة في كتاب الانفجار العربي الكبير الصادر عن المركز العربي للأبحاث ويري ان الربيع العربي ليس مجرد ثورات اندلعت في الدول العربية لكنها بحق انفجار حمل ومازال يحمل معه متغيرات تعيد رسم الخريطة العربية بالكامل. يدرس الكتاب الذي جاء في352 صفحة التغيرات المتسارعة التي عصفت بالعالم العربي في أبعادها الثقافية والسياسية, ثم يجتهد في محاولة جادة لتفسير ظاهرة الثورات العربية وتجليات العنصر الثقافي فيها, مثل الهوية واللغة والمواطنة الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي, نظرا لأن الإنترنت والفيس بوك تحديدا كان بطلا لتلك الثورات لأول مرة في العالم وهو ما أدهش الخبراء والمحللين, بل وأجهزة الاستخبارات علي مستوي العالم, فضلا عن الاستقطابات الثقافية والاجتماعية الجديدة المتصلة بالعقائد والطوائف والتراث والذاكرة والتاريخ, والموصولة أيضا بجدل الديمقراطية والشوري والعلمانية والدين, وغيرها من المصلطحات والإشكاليات الفريدة التي خلقتها الحالة الثورية العربية. أشرف علي إعداد الكتاب كل من كمال عبد اللطيف ووليد عبد الحي, وشارك فيه عدد من الباحثين العرب الذين أنجزوا الدراسات التالية: مدخل إلي قراءة الأبعاد الثقافية للثورات العربية( كمال عبد اللطيف), التشبيك وثقافة التواصل والتغيير السياسي( عبد السلام بنعبد العالي), الهوية الثقافية في زمن التغيير والتعولم( محمد نور الدين أفاية), الجوانب الثقافية في الثورة المصرية( محمد شومان), حضور التاريخ( وليد عبدالحي), دور الثقافة السياسية في تفجير الثورات( أمحمد مالكي), أزمة تطويع مفهوم الديمقراطية( نظام بركات). وتكمن أهمية هذه الدراسات في توسيع مجالات فهم الحدث العربي الفريد الذي وصفه الكتاب ب الانفجار الكبير. ولا تكتفي هذه الدراسات برصد الأبعاد الثقافية في الثورات العربية وتحليلها فحسب, بل تتعقب مسارات التحول وعثراته, وتثير التفكير في إمكان بناء جبهة ثقافية حداثية لدعم الأفق الثوري الجديد ولإنجاز ثورة ثقافية في الوطن العربي. رابط دائم :