أكد الرئيس حسني مبارك دعم مصر للبنان وسوريا ضد التهديدات الإسرائيلية مشيرا إلي أن مصر تقوم باتصالات مكثفة لتوفير الحماية للبنان وسوريا ضد التهديدات الأخيرة وطمأن الرئيس مبارك سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني خلال مباحثات مهمة في شرم الشيخ أمس علي نتائج تلك الاتصالات التي حققت نتائج ايجابية. وصرح سعد الحريري عقب المباحثات بأن الرئيس مبارك طمأنه خلال المباحثات بأن الاتصالات التي يجريها تسهم في عدم تعريض سلامة لبنان أو المنطقة للخطر الناجم عن التهديدات الإسرائيلية. وقال ان العرب يرغبون في تحقيق السلام ويتحدثون عن عملية السلام فيما تتحدث إسرائيل بلغة الحرب حيث تواصل تهديداتها ضد سوريا ولبنان, مشيرا إلي أن لبنان يأخذ هذه التهديدات بشكل جدي ويرفض الحجج التي تسوقها إسرائيل وقال: إن بعض معلومات الولاياتالمتحدة عن مسألة الصواريخ غير واضحة وغير كافية. وقد تناولت المباحثات بين الرئيس مبارك وسعد الحريري آخر المستجدات علي الساحة اللبنانية وجهود مصر من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان وإعادة إعماره, كما تناولت التطورات الأخيرة علي الساحة العربية وجهود مصر لاحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتحقيق المصالحة الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة. وفي مجال العلاقات الثنائية تطرقت المباحثات إلي إجراءات تدعيم للعلاقات الاقتصادية وتوسيع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين مصر ولبنان وتشجيع رجال الأعمال بالبلدين علي إقامة مشروعات استثمارية مشتركة في جميع المجالات. وقد قدم الحريري التهنئة للرئيس مبارك علي تعافيه الكامل من العملية الجراحية الناجحة التي أجراها سيادته في ألمانيا. وقال الحريري عقب اللقاء الذي استغرق نحو الساعة ان اللقاء مع الرئيس مبارك كان بناء وايجابيا, وأنه استفاد من حكمة الرئيس مبارك ورؤيته الثاقبة حول مجريات الأمور في المنطقة. وأضاف ان اللقاء تناول التهديدات الإسرائيلية للبنان وسوريا, حيث اطلع الرئيس مبارك علي مجمل الاتصالات الدولية التي تجريها الحكومة اللبنانية من أجل توفير الحماية اللازمة للبنان خاصة بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة. وأوضح الحريري ان الرئيس مبارك أكد له ان مصر, تقوم باتصالات مكثفة لتأمين الحماية اللازمة للبنان وسوريا في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وقال الحريري إنه طمأن الرئيس مبارك علي الأوضاع الداخلية في لبنان, وأنه لاتوجد اية مشكلات داخلية, كما ان الوحدة الوطنية بخير, وهي تمثل حجر الزاوية لتحقيق الحماية للبنان والركيزة الأولي له. وأوضح ان الرئيس مبارك قد طمأنه بأن الاتصالات التي يجريها شخصيا تسهم بشكل ايجابي في منع تعرض سلامة لبنان أو المنطقة للخطر. وردا علي سؤال عما اذا كانت هناك مخاوف من اندلاع حرب جديدة في لبنان رغم الضمانات الدولية بعدم اندلاعها.. قال الحريري: اننا نطلع علي هذه التهديدات بشكل جدي, وعلينا ان نقوم بالاتصالات اللازمة, لأنه من المرفوض ان يوضع لبنان محل اتهام, ومرفوض أيضا توجيه اي اتهامات للبنان بالحصول علي صواريخ من سوريا بدون اثباتات.. وأوضح الحريري ان هذه الاتهامات تفتقر إلي أية اثباتات, وأن لبنان ينظر إلي هذا الموضوع كمحاولة إسرائيلية لوضع حجج لاحتمال شن حرب ضد لبنان. وحول تأثير سلاح حزب الله علي استقرار الدولة اللبنانية.. قال الحريري ان لبنان في حالة حوار داخلي بين القيادات السياسية تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية للبلاد, وان هذا الحوار ينبغي ان يكون بناء وبعيدا عن التخوين وضرب الوحدة الوطنية والتشنجات والاحتقانات مشددا علي أهمية ابعاد الحوار الوطني عن أي احتقان علي الساحة الداخلية اللبنانية. وردا علي سؤال حول الموقف الأمريكي المتضامن مع الاتهامات الإسرائيلية للبنان بشأن صواريخ سكود.. قال الحريري: ان لدي الولاياتالمتحدة معلومات غير واضحة وغير كافية والتي قمنا نحن بتصحيحها وايضاحها. وأكد الحريري رفضه لهذه الحجج التي تسوقها إسرائيل لضرب استقرار لبنان وسوريا والمنطقة, كما نرفض لبنان عملية تبني هذه المعلومات. وأشار إلي العداء الإسرائيلي الشديد للبنان, وهو مايتضح من حرب إسرائيل علي لبنان في صيف2006 ومن خلال عمليات الأمن اللبناني بكشف العديد من العملاء لإسرائيل منذ هذه الحرب. وقال الحريري إننا يجب ان ننظر بجدية لكل مايخرج من إسرائيل من اتهامات للبنان وأن نجري الاتصالات اللازمة لدحض هذه الاتهامات. وردا علي سؤال بشأن مدي التنسيق اللبناني السوري لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.. قال الحريري:إننا علي تواصل مع سوريا والاتصالات جارية وان المشكلة اليوم اننا كعرب نتحدث عن عمليات السلام ونطالب بأن يكون للفلسطينيين دولة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين, فيما تلوح إسرائيل بالحرب. وأكد الحريري رفضه لهذا المنطق الإسرائبلي الذي وصفه بأنه غير طبيعي و يجب علينا نحن كعرب ان ننبه المجتمع الدولي بأن إسرائيل لاتريد سوي الحرب ولاتتحدث ألا بالحرب والتهديد بشنها ضدنا, وأنها لاتقوم بجهد أو خطوات سوي اطلاق هذه التهديدات. وردا علي ما اذا كان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات يمثل استفزازا لإسرائيل لتشن حربا جديدة علي لبنان.. اكد الحريري ان عملية السلام الجدية هي مايسعي إليه العرب, متعجبا من صدور مثل هذه الاتهامات الإسرائيلية في هذا الوقت بينما تبذل الجهود العربية والدولية والأوروبية والأمريكية نحو إطلاق عملية سلام جادة وتساءل الحريري لماذا تأتي إسرائيل في مرحلة انعاش عملية السلام وتفعيلها وتصدر مثل هذه التهديدات فهي اذن لاتريد السلام في المنطقة ويجب ان نكون واضحين مع المجتمع الدولي ومطالبته بالضغط علي إسرائيل التي لاتقدم الخطوات الجدية المطلوبة لتحقيق السلام في المنطقة. وكان الحريري قد وصل إلي شرم الشيخ أمس في زيارة قصيرة لمصر استغرقت بضع ساعات وكان في استقباله في المطار لدي وصوله محافظ جنوبسيناء. .