باتت ظاهرة المؤلف الملاكي في الأعمال الدرامية والافلام السينمائية منتشرة بشكل واسع خلال الفترة القليلة الماضية, بعدما كانت تتم علي استحياء قبل سنوات, وقد جاءت هذه الظاهرة لعدة اسباب اهمها تخوف الفنانين من المغامرة مع مؤلفين غير معروفين, وبالتالي بمجرد الوقوف علي فريق عمل يحاول الفنان التمسك به لاطول فترة ممكنة, اما السبب الثاني فنتيجة أزمة وجود مؤلفين قادرين علي تقديم عمل فني يلقي نجاحا يليق بحجم النجم, ومن بين هذه الظواهر مثلا تعامل المخرج احمد نادر جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف مع الفنان يوسف الشريف والفنانة شيري عادل للمرة الثانية في مسلسل اثبات شخصية بعد رقم مجهول وتعاون المؤلف ايمن سلامة والمخرج محمد سامي مع الفنانة غادة عبدالرازق للمرة الثانية في حكاية حياة بعد مع سبق الاصرار وتعاون المؤلف حمدي يوسف مع الفنان هاني رمزي للمرة الثانية في توم وجيري بعد ابن النظام وتعاون الفنان امير كرارة مع المؤلف هشام هلال في تحت الارض بعد طرف تالت وتعاون الفنان مصطفي شعبان مع المؤلف احمد عبدالفتاح والمخرج مجدي الهواري في مزاج الخير بعد الزوجة الرابعة.. وتعليقا علي هذه الظاهرة قال المؤلف بشير الديك انها ظاهرة خاصة وهي ليست صحيحة في كل الاوقات لانه لو ظلت هذه الظاهرة تتوسع اكثر ستصبح الدراما المصرية بأكملها تسير علي خطي النمط المتكرر وهذا ليس في صالحها كما انه يجب ان يتفق المؤلف والمخرج اولا ثم يختاران البطل ولو كان الفنان ليس له قدرة متميزة في التمثيل فبالسيناريو والاخراج المميز سيظهر العمل في افضل صورة لان السيناريو الجيد يخرج طاقة الفنان وبالتالي تعتمد هذه المسألة علي المستوي الفني والموهبة ولكن ليس علي تكرار فريق العمل. وأوضح الديك ان العمل ظل يعرفه المشاهد من غير معرفة مؤلفه لان اصبح كل كاتب اسلوبه في الكتابة والتعبير مميزا كما ظهر مؤلفوا شباب في الفترة الاخيرة وكان سببا في اختلاف الاعمال الاجتماعية وبالتالي اذا كان المؤلف والمخرج ذا موهبة ودرجة عالية سوف يكون عملهما متميزا مهما كان المستوي الفني لفريق العمل ولكن في النهاية التنوع مطلوب في كل شيء حتي لا يمل المشاهد. وأضاف المؤلف فتحي الجندي ان اشتراك المؤلف والمخرج والفنان كفريق متعاون في عدة اعمال هذا لايضر الدراما او السينما لأن المؤلف والمخرج هما من يبنيان العمل ويجعلاه عملا مميزا كما يعطيان مساحة واسعة في الابداع والفن للمسلسل او للفيلم مؤكدا ان تكرار فريق العمل ليس سيئا فمثلا كان المخرج اسماعيل عبدالحافظ اكثر من اشتهر بمسلسلات الاجزاء وتكرار فريق العمل واعماله كلها كانت تنجح وتنال اعجاب الجمهور وايضا المخرج العالمي يوسف شاهين كما ان المؤلف ليس غبيا لكي يكرر اعماله للمشاهد بل بالعكس فان تكرار فريق العمل يجعلهم يتفادون اخطاءهم ويتلاشونها حتي لا تتكرر مرة أخري ويقدمو اعمالا متميزة بسبب معرفتهم بعضهم البعض وتكوين كيميا بينهم متميزة. وأشار المخرج نادر جلال إلي ان أي مؤلف او مخرج يريد ان يصنع افكارا جديدة وتكون مختلفة في كل شيء ايضا وبالتالي التغيير مطلوب ولكن هذا لا يمنع من تكرار فريق العمل ولو لمرة واحدة وذلك لانهم استراحوا مع بعضهم ولكن التكرار الذي يزيد علي حده يسبب مللا للمشاهد ولفريق العمل ايضا كما ان المؤلف عندما يكتب السيناريو يختلف في كل مرة يكتبه ويصنع عالما جديدا يجذب الجمهور وايضا المخرج يريد عملا جديدا يضع فيه ابداعاته.