شهدت الأسواق التجارية شللا تاما أمس نتيجة الحالة التي سيطرت علي الساحة الداخلية من مظاهرات جمعة الخلاص, إضافة إلي سوء الأحوال الجوية. مما دفع المواطنين للعزوف عن النزول للشارع التجاري في جميع المناطق وعدم الاقتصار علي المناطق التي تقع في بؤرة الأحداث كمنطقة وسط البلد. ففي سوق الملابس استمرت حالة الركود التام التي تسيطر عليها منذ فترة طويلة, وانتقلت عدوي الركود إلي سوق المواد الغذائية, أما بالنسبة لسوق الذهب فقررت غلق أبوابها أمس تحسبا لحدوث أي ظروف طارئة خلال جمعة الخلاص. وعلق محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية علي حالة الأسواق قائلا: الأسواق خلاص, مفيش أسواق تجارية منذ بداية الثورة حتي الآن. وأرجع ذلك إلي حالة الانفلات الامني وعدم الاستقرار السياسي خصوصا انه لا يوجد استقرار اقتصادي وانتعاش للأسواق في ظل حالة التوتر الداخلي التي سيطرت علي مصر منذ عامين ومستمرة حتي الآن في ظل تردي الأوضاع واستمرار المظاهرات والاشتباكات بين المتظاهرين التي تقف حائلا دون حدوث استقرار سياسي. وقال حازم خيري نائب رئيس الشعبة إن السوق تسيطر عليها حالة من الهدوء التام, مشيرا الي ان المحلات التجارية القريبة من الاحداث تعد اكثر تضررا مقارنة بالمحلات البعيدة, مشيرا إلي أن سوق الجملة تعمل بشكل طبيعي خلال الفترة الحالية. وفيما يتعلق بسوق السلع الغذائية, أكد عمرو عصفور نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية أن نسبة الركود وصلت إلي نحو80% أمس نتيجة تظاهرات جمعة الخلاص وانخفاض درجة الحرارة والأمطار التي أدت إلي عزوف المواطنين عن النزول للقيام بأنشطتهم التجارية والاكتفاء بعملية ترقب الأوضاع. وأكد أن أسعار السلع لم تشهد أي تغيير يذكر باستثناء الزيوت والمسلي التي ارتفعت بنحو15 و20% خلال الفترة الحالية, مرجعا ذلك لارتفاع سعر الدولار وتراجع الاعتمادات المالية بسبب عدم توافر العملة الأمريكية وهو الأمر الذي أدي إلي عدم ضخ الشركات الزيوت في الأسواق ورفع أسعار بنحو10 جنيهات في الكرتونة الواحدة. وأضاف أن الأسعار الجديدة سيشعر بها المواطن بدءا من غدا, متوقعا ارتفاع نحو50 قرشا في الزجاجة الواحدة ليصل زيت الخليط الي9 جنيهات بعدما كان يتراوح بين8 و8.5 جنيه للتر. وفيما يتعلق بسوق الذهب قال صلاح عبد الهادي رئيس شعبة الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة إن جميع محلات الذهب أغلقت أبوابها أمس بناء علي تعليمات وزارة الداخلية أمس الأول لتلافي حدوث أي عمليات سطو أو بلطجة أثناء مظاهرات أمس. ورهن فتح المحلات أبوابها اليوم بتداعيات أمس فاذا استمرت حالة الاحتقان والاشتباكات سيتم غلق المحلات ولكن في حالة هدوء الأوضاع ستفتح المحلات بشكل طبيعي مع وجود حذر شديد.