لولا تدخل القدر ولطف العناية الإلهية, لتبدلت كلمات هذه السطور لتكتب مفارقات درامية عن الحادث الذي تعرضت له إحدي البواخر السياحية العاملة ما بين أسوانوالأقصر أمس الأول عندما تعرضت للجنوح في نهر النيل إثر اصطدامها بجزيرة صخرية بسبب السدة الشتوية التي تلجأ إليها وزارة الري من أجل تخفيض كميات المياه المنصرفة أمام السد العالي وخزان أسوان للزراعات الشتوية. هي مشكلة كل عام في النيل حيث كثيرا ما تتعرض لها الفنادق العائمة التي يصل عددها إلي نحو280 باخرة تعمل في السياحة النيلية, التي أصبحت هي عماد سياحة الجنوب الثقافية في الأسبوع الماضي تعرض نحو28 فندقا للجنوح والتوقف أثناء إبحاره من الأقصر في طريقه إلي أسوان, ولولا تدخل وزير السياحة الذي أقنع وزير الري بزيادة المياه المنصرفة في النيل لبقيت البواخر السياحية مرابطة في موقعها, وتكرر الأمر أمس الأول عند قرية الأعقاب شمال مدينة أسوان عندما ارتطم الفندق العائم ملك النيل بجزيرة صخرية وعلي متنه112 راكبا مصريا وأجنبيا, ولولا تحرك أجهزة الأمن والمحافظة لغرق الجميع في قاع النيل. المهم أن السياحة النيلية باتت في خطر بسبب السدة الشتوية, وحسب مطالب السياحيين فلابد من أن يكون هناك تسييقا ما بين وزارتي السياحة والري لحل هذه المشكلة الخطيرة التي قد تؤدي إلي كارثة محققة, خاصة أنه لا توجد مشاكل فنية في الفنادق العائمة التي تعمل في ظل رقابة مشددة من أجهزة المحافظة والحماية المدنية والري والنقل النهري. وقال اللواء يوسف أبوزيد مدير إدارة المراسي السياحية سابقا: هناك عدة جهات تشرف علي الرقابة علي الفنادق العائمة التي تعمل ما بين الأقصر و أسوان وهي الري ويختص بمراجعة الصرف الصحي للفندق العائم, ووزارة السياحة وتختص بإصدار التراخيص السياحية, وإدارة الحماية المدنية وتقوم علي مراجعة منظومة الأمان ومواجهة الحرائق ومطابقة نوعية المفروشات لمقاومة النيران من عدمه, وأخيرا الهيئة العامة للنقل النهري المنوط بها التأكد من صلاحية الفندق ومعامل الاتزان والنواحي الفنية واستخراج تراخيص أطقم القيادة, ليأتي بعدها دور شرطتي المسطحات والعائمات النهرية في التفتيش والرقابة. ويضيف أبوزيد قائلا: إن الإجراء المتبع بالتفتيش الدوري علي الفنادق يتم من خلال لجنة تمثل كافة الجهات, حيث يكون ذلك من خلال حملات بمعدل مرتين أسبوعيا, وذلك حسب قرار المحافظ بتوحيد جهة التفتيش تحت إشراف إدارة المراسي السياحية بالمحافظة, ويقول إن الأزمة الحقيقية التي تواجه عمل الفنادق العائمة, وهي العمود الذي ترتكز عليه السياحة في الأقصروأسوان هي مشكلة السدة الشتوية والتضارب ما بين وزارتي السياحة والري, حيث لابد أن يكون هناك تنسيق بينهما لتجنب وقوع حوادث الجنوح الشحوط والتي من الممكن أن تتسبب في كوارث بشرية. ويتدخل صلاح الدين حسين عبدالحميد مدير شركة سياحية تمتلك العديد من البواخر السياحية التي تعمل في النيل قائلا: إن خطر السدة الشتوية سيظل قائما ما لم يتم تحديد مسار مناسب للفنادق العائمة في المجري الملاحي, وكذلك القضاء علي التجمعات الرملية والطينية وتفتيتها حتي لا تكون عائقا أمام مسار البواخر, وطالب عبد الحميد بتشكيل لجنة عاجلة لتحديد هذا المسار قبل أن تقع كارثة في النيل لنبكي بعدها علي اللبن المسكوب, فما حدث في أسوان منذ يومين والكلام علي لسانه تدخل القدر خلاله ليمنع غرق أبرياء, لينقذ ماتبقي من سمعة مصر السياحية. وشدد خيري محمد علي رئيس غرفة السياحة بأسوان علي ضرورة أن يكون هناك اهتمام بالقلة القليلة الباقية من السياحة الثقافية وهي الرحلات النيلية, خاصة بعد أن عادت الرحلات الطويلة للعمل ما بين القاهرةوأسوان, وأول هذه الاهتمامات وطبقا لما قال هي الاعتناء بالمجري الملاحي بالكامل والعمل علي إزالة كل العوائق التي تعيق مسار الفنادق العائمة في النيل, أما اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان فأكد أن هناك رقابة مشددة علي الفنادق العائمة لحماية أرواح المصرين والسائحين ضيوف المحافظة, وقال إن الحملات علي البواخر السياحية تقوم بشكل مفاجئ ولا تهاون علي الإطلاق مع المخطئين, وحول ماتتعرض له الفنادق العائمة من جنوح بسبب انخفاض منسوب النيل فقال إن المحافظة سترفع مطالب السياحيين إلي الوزارات المختصة لإعادة النظر فيما يتعلق بالسدة الشتوية حسب الأنظمة والحسابات الهندسية, بحيث يتم تلافي أي خطورة خلال هذه الفترة في فصل الشتاء.