في الساعة السادسة صباح السبت قبل الماضي.. دخلت زوجتي.. وأم أولادي.. التي تخطت سن الستين.. وتركت بالطبع وظيفتها.. سمعت صوتها وهي توقظني.. استيقظت.. ووجدتها أمامي مرتدية ملابس الخروج.. وقالت.. أنا جهزت الأفطار الخاص بك.. وسوف أذهب الي لجنة الاستفتاء علي الدستور.. وهي بعيدة قليلا عن منزلنا.. وسنكون علي اتصال معا ولاتقلق علي.. فمعي مجموعة من الزميلات في طريقنا للادلاء برأينا في الاستفتاء.. ثم نعود الي منازلنا باذن الله.. وتأملتها.. وهي تحدثني عن أهمية ابداء الرأي في الاستفتاء.. وانصرفت الي أداء مهمتها.. هذه هي المرأة المصرية الآن.. وأمس.. ومنذ بداية التاريخ.. وأدرت جهاز التليفزيون.. أتابع أحداث الاستفتاء والتقطت الكاميرات.. هذا الطابور النسائي الطويل الواقف في نظام.. وحركة.. الي الدخول الي مقر اللجنة في احدي المدارس.. وشاهدت زوجتي وهي تقف في هذا الطابور النسائي.. الذي به مجموعة كبيرة من النساء الأمهات.. والشابات اللاتي في الطابور.. ولم تهدأ عيوني حتي شاهدت باقي متابعة الطوابير النسائية الزاحفة.. والتي تتقدم للابداء برأيها في الاستفتاء.. بحماس المشاركة في الابداء برأي المرأة في حياتنا الاجتماعية.. والاشارة الي أن المرأة المصرية التي تطالب بحقوقها المشروعة منذ سنوات.. وصاحبة الرسالة الاجتماعية.. الأسرية.. والعامية.. تعلن وهي في هذه الطوابير الزاحفة بمشاركتها في جميع اللجان.. أنها المرأة المصرية.. التي ستنال حقوقها كاملة.. في المشاركة في مصير بلدها بالرأي.. والعمل.. والاخلاص. والاصرار علي تحقيق دورها الأساسي.. في نهضة بلدها والتغلب علي كل المشاكل التي تواجه وطنها الحبيب.. هذا المشهد الذي حدث منذ بدايته وانتقل مع زوجتي المرأة المصرية.. من منزلها الي لجنة الاستفتاء.. مع طوابير المرأة المصرية.. لو ظهر.. في فيلم مصري.. من بين أحداثه.. لحقق نجاحا كبيرا في الفيلم.. وسجل رؤية جديدة للمرأة المصرية في الحياة.. وهي.. الأم.. والزوجة.. والابنة.. حتي الطفلة التي حملتها بعض الأمهات وهن يشاركن في الطوابير.. وداخل اللجان.. بدلا من تركهم بلا عناية.. وتعريفهم بدور الأمهات في مشاركة الأحداث الوطنية منذ طفولتهم.. وارتديت.. ملابسي.. واتجهت الي لجنتي لابداء الرأي في الاستفتاء.. وبجوار طابوري.. كان طابور المرأة المصرية.. اعلانا عن حقوقها وهي تقف بجوار طوابير الرجال.. ونظرت العين الي هذا المشهد التاريخي.. وتحدثت عيون كل المشاركين لتعلن.. فعلا.. هي دي.. المرأة المصرية.. الآن.. وهي دي.. المرأة المصرية ياسينما!! عيون.. مشاهد