واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مساعيه للحصول علي الدعم الدولي لقبول فلسطين دولة غير عضو مراقب في الأممالمتحدة, فيما دعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إسرائيل وأمريكا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. من جانبها, أعلنت حركة المقاومة الإسلامية( حماس) عن أن استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من منصبه تأتي نتيجة لفشل الاعتداءات علي قطاع غزة. فقد تلقي أبومازن بمقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان مساء الاثنين اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج. وصرح السفير الفلسطيني في عمان عطا لله خيري بأنه جري خلال الاتصال بحث التوجه الفلسطيني إلي الأممالمتحدة للحصول علي صفة دولة غير عضومراقب. وكان أبومازن قد تلقي امس اتصالا هاتفيا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أكد فيه الأخير دعم الحركة ومباركتها التوجه للأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين إلي دولة بصفة مراقب. بينما اعلن وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينيتس إن بلاده لا يمكنها المرور مر الكرام علي سعي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن للحصول علي مكانة دولة غير عضو في الأممالمتحدة. وزعم شتاينيتس- في تصريح خاص لراديو( صوت إسرائيل) امس- ان التحرك هجوما استراتيجيا علي إسرائيل تزيد خطورته عن خطورة الهجمات الصاروخية من قطاع غزة. يأتي ذلك في الوقت الذي وصل إلي القاهرة امس مبعوث إسرائيلي في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات التقي خلالها مع عدد من المسئولين الأمنيين المصريين. وقال مصدر مطلع كان في استقبال المبعوث الإسرائيلي بالمطار إن المبعوث والوفد المرافق له, والذي ضم ثلاثة أفراد, التقو مسئولين مصريين لمتابعة تنفيذ بنود اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووضع حلول مناسبة للعوائق التي تعترض تنفيذ الاتفاق. ورفض المصدر تحديد البنود التي تتعرض لعوائق كما رفض الكشف عن طبيعة أو اسم المبعوث مكتفيا بقوله إنه مسئول أمني ومبعوث من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. من جانبها أكدت السياسية الفلسطينية ومندوبة فلسطين لدي الاتحاد الأوروبي ليلي شهيد, أن هناك مسئولية تاريخية تقع علي كاهل بريطانيا تدفعها لدعم المسعي الفلسطيني لنيل عضوية غير كاملة بالأممالمتحدة. وأوضحت ليلي شهيد في تصريحات أدلت بها لصحيفة ديلي تليجراف البريطانية وأوردتها الصحيفة علي موقعها الالكتروني امس بالقول بصفتها قوة استعمارية سابقة, فلدي بريطانيا مسئولية تاريخية تجاه فلسطين, فهي دولة تمثل أهمية بالغة لمنطقة الشرق الأوسط فضلا عن علاقاتها التجارية الممتدة مع دول هذه المنطقة, ومن ثم فيتعين علي ديفيد كاميرون أن يعي بأنه يخاطر برد فعل عكسي من قبل الرأي العام العربي إذا ما لم يدعم مسعانا. وأردفت ليلي شهيد تقول:بعد كل الأحداث التي عايشناها خلال ثورات الربيع العربي, لم يعد في مقدور بريطانيا أن تزعم مناصرتها للديمقراطية في كل من ليبيا وسوريا ومصر وهي ماتزال تقبل بمواصلة الفلسطينيين العيش تحت وطأة الاحتلال. ورحب عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس بخطوة الذهاب للامم المتحدة للحصول علي صفة دولة مراقب.. مؤكدا أهمية الدور المصري في إنجاز المصالحة الفلسطينية باعتبارها معنية بكل ملفات القضية الفلسطينية. وعلي صعيد متصل ذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أنه يجب علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التفكير مرتين قبل رفض طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن لنيل صفة دولة غير عضو بالأممالمتحدة, ومحاولة عرقلة حل الدولتين.. داعية أمريكا وإسرائيل لأن يكونا أول من يعترف بالدولة فلسطينية. وأضافت الصحيفة- في سياق مقال افتتاحي أوردته علي موقعها الإلكتروني امس: لا يوجد أي سبب لمعارضة واشنطن لهذه الخطوة والضغط علي الفلسطينيين لعدم تقديم هذا الطلب, أو التهديد بتجميد ميزانية السلطة الفلسطينية, كما أنه لا يوجد سبب يدعو إسرائيل لشن حرب دبلوماسية ضد الطلب لفلسطيني. وأشارت إلي أن هدنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس التي أنهت الجولة الأخيرة من العنف بين الجانبين عززت من شعبية حركة المقاومة الإسلامية.. لافتة إلي أن حماس أصبحت هي المحور الوحيد للحديث في العالم العربي والغربي وبشكل غير مباشر بالنسبة لإسرائيل. بينما اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية, أن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اجتياح قطاع غزة المحاصر بريا, إنما يعد دليلا علي اعترافه بأهم نتيجة تمخضت عن هذه الأزمة الأخيرة ألا وهي توحيد جبهة القيادات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة الأمريكية- في مقال تحليلي نشرته امس وأوردته علي موقعها الإلكتروني- إلي أن هناك حقيقة براجماتية انبثقت من ذلك الصراع الأخير تمثلت في أن كسر شوكة أو الإطاحة نهائيا بحماس لم يعد خيارا متاحا في الوقت الراهن, وذلك ليس فقط لأن حماس تحظي بدعم أقوي وأغني الحكومات في المنطقة, ولكن لأن الحركات الجهادية تعد البديل والأكثر وضوحا في غزة بالنسبة لإسرائيل بالرغم من إرتباطها بإيران. وميدانيا, قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية فلسطينيا تسلل من قطاع غزة إلي إسرائيل في وقت مبكر صباح امس واقتحم منزلا قرب الحدود. وذكرت متحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ان الفلسطيني, الذي لم يتم الكشف عن هويته, طعن امرأة وأصابها بجروح طفيفة عندما اقتحم المنزل. ولاحق الجنود الذين اندفعوا نحو المنطقة المتسلل الفلسطيني, وأطلقوا عليه النار بعد أن رفض الاستجابة لأوامرهم له بالتوقف واقترب منهم علي نحو يشكل تهديدا علي حد وصف المتحدثة..