منذ أيام قليلة صحبني برنامج ستديو الدراما علي قناة نايل دراما وفي رحلة ذكريات مع الشاعر الغنائي والكاتب المسرحي والسيناريست أبوالسعود الإبياري في مناسبة الذكري المئوية لميلاده. وحياة أبوالسعود الإبياري مع الشعر الغنائي والكتابة للمسرح والسينما رغم أنها لم تستغرق أكثر من25 عاما من مشوار حياته كله إلا أنها كانت حافلة بالإنتاج الغزير في كل مجال من هذه المجالات, فقد كتب خلالها519 فيلما سينمائيا و82 مسرحية و300 أغنية وهي أرقام رهيبة لو قارناها بإنتاج كبار كتابنا الآن أو الذين يدعون أنهم كبار الكتاب هذا من ناحية الكم وإذا تحدثنا عن الكيف أو الجودة فإننا وبنظرة بسيطة نكتشف أن معظم ما كتب أبوالسعود من أفلام رغم ضخامة العدد مازالت تحيا بيننا ومازلنا نسعد بمشاهدتها ولا نمل من تكرار المشاهدة مهما كانت عدد المرات, كذلك فإن مسرحياته كلها والتي قام عليها مجد فرقة إسماعيل يس المسرحية تعتبر حتي الآن جزءا مهما من تراث المسرح المصري, ثم نأتي إلي أغانيه التي شدا بها كل مطربي مصر باستثناء أم كلثوم وعبدالوهاب لنجدها حتي الآن هي التي يحفظها الشعب المصري علي تعاقب أجياله حتي الآن ونراها تتنوع بين كل ألوان الأغنية من العاطفية إلي الوطنية إلي الخفيفة ثم إلي المونولوج الذي كان رائدا في الكتابة لهذا الفن بعد الراحل العظيم بديع خيري. ومهما حاولت وأن اختار كلمة أعقب بها علي هذا المشوار المغني فلن أجد سوي أن أقول أين كتابنا اليوم في كل هذه الفنون التي تحدثنا عنها من غزارة إنتاج وعظمة خلود أبوالسعود الإبياري في عالم الفن.