احتفلت مصر أمس بالانتهاء من إزالة الألغام والأجسام المتفجرة من مساحة تصل إلي حوالي32 ألف فدان, منها3050 فدانا تستخدم كمشروعات سكنية وعمرانية في مدينة العلمين الجديدة والمساحة الباقية علي جانبي ترعة الحمام ستستخدم لأغراض الزراعة والتعدين من منطقة الساحل الشمالي الغربي, والتي تعد المرحلة الأولي من برنامج مصر الطموح لتطهير هذه المنطقة بالكامل من مخلفات الحرب العالمية الثانية لتفادي مخاطر تعرض المواطنين للمزيد من الخسائر البشرية, فضلا عن تحقيق الاستفادة والاستغلال الأمثل لثروات هذه المنطقة زراعيا وتعدينيا وسياحيا وعمرانيا. نظمت احتفالية أمس بمدينة العلمين الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية وجمعية الباجواش المصرية, وتواكبت مع الاحتفال باليوم العالمي لإزالة الألغام. وأكد العميد أحمد جاد الكريم قائد فوج المهندسين العسكريين في العلمين- خلال اللقاء أن الفوج قد انتهي من المهمة التي كلف بها في تطهير هذه الأراضي من الألغام. وقال جاد الكريم إن المهمة تمت بنجاح علي أيدي أبناء القوات المسلحة ومن خلال الأمانة, مشيرا إلي أنه تم الاستعانة فيها بالمساعدات والتجهيزات والخرائط والمعلومات التي وفرتها الأمانة والدول المانحة المعنية وبالتعاون مع المنظمات المعنية من جانب الأممالمتحدة من خلال الأمانة, ومؤكدا أن المهمة تمت بنجاح رغم بعض الصعوبات مثل عوامل التعرية وعدم كفاية المعلومات والخرائط في المرحلة الأولي. ومن جانبه, أعرب السفير فتحي الشاذلي مدير الأمانة التنفيذية لإزلة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي عن شكره البالغ للقوات المسلحة لمساهمتها في إنجاز هذه المهمة بنجاح وأمان, والتي تعد المرحلة الأولي من برنامج مصر لإزالة كافة الألغام من منطقة الساحل الشمالي الغربي علي المقاييس العالمية. وأوضح الشاذلي أنه يتم الآن الإعداد للمرحلة الثانية بالتعاون مع الأممالمتحدة والجهات المعنية المصرية, وفي مقدمتها القوات المسلحة. وردا علي سؤال عن مدي رضاه عن التعاون بين الدول الثلاث الرئيسية المتسببة في هذه الألغام, قال مدير الأمانة التنفيذية لإزلة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي إنه لاتزال لنا مطالب كثيرة من هذه الدول وخاصة بريطانيا, مضيفا أن ما تلقيناه من دعم في المرحلة الأولي كان كافيا ولكن مازال أمامنا الكثير. وأعرب عن اعتقاده بأن تكلفة المرحلة الثانية لن تكون عائقا كبيرا أمام إنجاز المهمة, لافتا إلي أن التكلفة ربما تكون أقل في ضوء الاستفادة من المرحلة الأولي. كما أعرب عن تطلعه لمساهمة الاتحاد الأوروبي بشكل فعال في تنفيذ المرحلة الثانية لأن مساهمته في المرحلة الأولي لم تكن كافية علي الإطلاق, رغم أن عددا من الدول الأوروبية قد قدمت مساهمات بشكل فردي. وبدوره, أعرب عمدة العلمين ياسين عبدالسلام عن سعادته وسعادة أهل المنطقة بما تم من تطهير لهذه المنطقة من الألغام, متوقعا أن يؤدي ذلك إلي نقلة نوعية في حياة أهل العلمين بمحافظة مطروح بشكل عام, حيث سيمكنها ذلك من عمليات التنمية في الزراعة والتعدين والبترول والغاز والثروة الحيوانية. وتوقع عمدة العلمين أن تكون المنطقة منطقة جذب للسكان والعمالة من المحافظة وخارجها, معربا عن شكره للقوات المسلحة وللامانة والحكومة المصرية لتكثيف الجهود في الفترة الأخيرة لإنجاز هذه المهمة.