شمس الشموس الشحرورة اسمها( جانيت ففالي) صاحبة الأغاني الظريفة والخفيفة( مال الهوا ياما/ حسونة/ الراجل ده حيجنني/ أكلك منين يابطة/ أنا هنا يابن الحلال/ عا البساطة الباساطة) سمعتها ورأيتها علي شاشة السينما سنة1948 في فيلم( القلب له واحد ثم هذا جناه أبي)فعرفنا كشباب من رواد السينما ومن عشاق الغناء فهي كانت بالنسبة لهذا الجيل صوتا جديدا وشكلا جميلا وحتي يكون عندنا في السينما مطربة صغيرة السن وجميلة الشكل لأن المطربة ليلي مراد كانت متربعة علي عرش الغناء السينمائي وحتي الآن مازالت ليلي مراد هي مطربة السينما الأولي أما الصبوحة فكانت ومازالت مطربة إذاعة وحفلات وتليفزيون وسينما وأطلقوا عليها اسم أو لقب الشحرورة لأنها من مواليد قرية وادي شحرور بلبنان وجاءت علاقتي بالصبوحة في الستينيات من القرن الماضي وعملت معها بفرقتنا الذهبية وذاكرتي تذكرني برحلتين من الرحلات الفنية معها الأولي في السودان وقبل حفل السودان بيوم كان هناك حفل في القاهرة مذاع علي الهواء إذاعة وتليفزيون اوالآخوة السودانيون يتابعون حفلات القاهرة وفي هذا الحفل غنت صباح اغانيها وقالت موال في مدح الرئيس جمال عبد الناصر وفي اليوم التالي كانت حفلتنا في السودان بحضور الرئيس السوداني عبود وبحضور الرئيس تيتو وغنت صباح أغانيها وقالت نفس الموال الذي قالته في مدح الرئيس عبد الناصر واستبدلت اسم عبد الناصر باسم عبود فاذا بأحد الموجودين في الحفل يقف ويقول هذا الموال قلتيه بالأمس في القاهرة لعبد الناصر وكانت الصبوحة سريعة البديهة وقالت عبد الناصر وعبود إخوات وبين عبدالناصر وعبود محتارة والله وإذا بالصالة وجميع الحاضرين يصفقون لها لحسن سرعتها في الإجابة وهذا هو الفنان أو الفنانة الذي يتمكن من الوقوف ومواجهة الجمهور علي المسرح لأن هناك فنانين فقدوا أعصابهم علي المسرح وهذا مايخشي منه كثير من المطربين والمطربات. وصباح إنسانة رقيقة جدا وخفيفة الظل وكريمة وتهتم بمظهرها وشياكتها ولاتبخل عليها والرحلة الثانية في العراق في احتفالات أم الربيعين الموصل وتحملت الوضع الضعيف في الإقامة لعدم وجود فنادق راقية وبعد إقامة الحفل طلب المحافظ إقامة حفل في كركوك وفي الطريق أوقفت السيارة أمام مبني صغير اتضح أنه مغارة لأحد القديسين وقامت بالتبرع للصندوق وعمل البخور وركعت علي الأرض أمام الضريح وبعد خروجنا من المغارة سألتها( ألست مسلمة ياصبوحة) فقالت زيارة الأضرحة والتبرك بالشيوخ وأهل البيت والقديسين فيها راحة للنفس والتقرب إلي الله وحياة صباح الخاصة مليئة بالأحداث بعضها يمكن ذكره والبعض الآخر محتاج لتصريح فهي لم تكن مستقرة في حياتها الزوجية وتزوجت ست أو سبع مرات من بينهم زواجها باثنين من المصريين الأول عازف الكمان المشهور أنور منسي وأنجبت ابنته هويدا والثاني الإعلامي الكبير أحمد فراج وحياتها الخاصة تحتاج لمجلد أو كتاب كبير يكون مرحبا للفنانين لعمل حساب الزمن والقدر الذي لايرحم وصباح فنانة طال بها العمر وبعد أن كانت محطا للأنظار ومادة مهمة لكل الصحف الفنية والإشادة بجمالها وأناقتها وشياكتها فالجميع حاليا يطلب لها الرحمة من عذاب الشيخوخة ومرضها وصباح ستظل في ذاكرة محبيها ومعجبيها بما قدمته في مشوارها الفني والله ولي التوفيق