راهن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي علي مستقبله السياسي باستغلال عاملين اساسيين هما الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تعتبر ذات اهمية بالغة لأي مسئول إسرائيلي بالاضافة لتطورات الربيع العربي التي تضع إسرائيل في مهب التغيير السياسي الداخلي خاصة مع تحولات الرأي العام في إسرائيل ودعمه لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل التي تقودها مصر في تناقض مع زعمائه السياسيين الذين لا يتوقفون عن دق طبول الحرب علي ايران لتدمير برنامجها النووي باستغلال الالة الاعلامية الامريكية والأوروبية الذي يتجهل الحقائق الرئيسية. وقال جريمي بن عامي، مؤسس ورئيس المنظمة اليهودية الأمريكية "جي ستريت"، إن "الصوت اليهودي في الولاياتالمتحدة سيذهب إلي باراك أوباما" خلافا لما يروّجه كثيرون في إسرائيل والولاياتالمتحدة بأن ثمة تحولا في اتجاه اليهود الامريكيين نحو دعمهم للحزب الديموقراطي ولأوباما، لصالح المرشح الجمهوري ميت رومني. وجاءت هذه الأقوال في مؤتمر"مبادرة جنيف" الذي عُقد أمس في مدينة تل أبيب. وأسهب جيرمي حول الانتخابات الأمريكية الوشيكة قائلا: "يكتنف موقف اليهود الأمريكيين إزاء الانتخابات الأمريكية الكثير من سوء الفهم"، وأوضح أن الصوت اليهودي في أمريكا معظمه يميل إلي الموقف الديموقراطي - الليبرالي"، وأن " أوباما هو من سيربح صوت اليهود". وأضاف جيرمي أن نسبة 70% من اليهود في أمريكا يصوتون للحزب الديموقراطي، وقال إن "هاجس اليهودي - الأمريكي ليس محصورا بدعم إسرائيل أو بالتصويت للمرشح الذي يدعم إسرائيل بقوة أكثر، بل إن اليهود بالولاياتالمتحدة كسائر الأمريكيين، يهتمون بالمواضيع الاقتصادية والاجتماعية علي حد سواء". وقال إنه "لا توجد أدلة علي أن المانحين اليهود في أمريكا تخلوا عن أوباما لصالح رومني"، وأوضح أن المانحين اليهود الذين يدعمون ميت رومني هم داعمون للحزب الجمهوري من قبل. وعن المناظرات التي خاضها المتنافسون من قبل، قال جيرمي "إن الاثنين شددا علي دعمها لإسرائيل"، وإن "العملية السياسية بين إسرائيل والجانب الفلسطيني لم تحضر بشكل قوي للأسف". ونصح اليهودي الأمريكي القادة الإسرائيليين بعدم التدخل في الانتخابات الأمريكية، لأن القاعدة السائدة في أمريكا هي أن "إسرائيل ليست موضع خلاف بين الحزبين، الديموقراطي والجمهوري"، وما من داع إلي تحويله إلي موضوع خلافي حسب جيرمي. وخلص المتحدث قائلا "أعتقد أن باراك أوباما سيكون الرابح في الانتخابات القريبة"، وأضاف مرجحا أن "أوباما سيتغلب علي رومني في الولايات الرئيسية في الولاياتالمتحدة، حتي لو فاز رومني بعدد أكثر من الأصوات"، وأنه يستند في أقواله إلي كثير من استطلاعات الرأي الأمريكي. واتفق المتحدثون الإسرائيليون في المؤتمر علي أن التدخل في الانتخابات الأمريكية غير مجد لإسرائيل، وأنه من المفضل أن تحافظ إسرائيل علي علاقتها الودية مع الإدارة الأمريكية سواد أكانت ديموقراطية أم جمهورية، دون التحيّز إلي طرف معين.