عوائد الإعلانات تقفز10% مع توسع جوجل في الذكاء الاصطناعي رغم مخاوف السوق    حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار إلى الوسطاء المصريين والقطريين    الاتحاد الأوروبي والصين يحييان الذكرى الخمسين لعلاقاتهما وسط توتر متصاعد    إعلام أمريكي: ترامب تلقى إخطارا من وزيرة العدل بوجود اسمه في ملفات إبستين    إصابة 5 أطفال بتسمم إثر تناولهم مبيدًا حشريًا عن طريق الخطأ في المنيا    إصابة 4 عمال إثر سقوط مظلة بموقف نجع حمادي في قنا.. وتوجيه عاجل من المحافظ- صور    رسميًا بعد القفزة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 24 يوليو 2025    سيناء في «قلب جهود التنمية»    هل توافق على إقراض الحكومة من مدخراتك؟ خبير يوضح العائد الحقيقي من سندات التجزئة    تنسيق القبول في الصف الأول الثانوي والفني 2025 للناجحين في الشهادة الإعدادية.. رابط التقديم والحد الأدنى بالمحافظات    أرخص الجامعات الأهلية في مصر 2026.. المصروفات الكاملة وطرق التقديم (القائمة المعتمدة)    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. قائمة بالكليات المتاحة علمي وأدبي ومؤشرات الحد الأدنى للقبول    قصف إسرائيل ومطار «بن جوريون» خارج الخدمة مؤقتًا    صفقة الزمالك الجديدة مهددة بالفشل.. كريم حسن شحاتة يكشف    ليس حمدي فتحي.. أزمة في صفقة بيراميدز الجديدة (تفاصيل)    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 24-7-2025 مع بداية التعاملات    لطلاب البكالوريا 2025.. تعرف علي كليات مسار الآداب والفنون    احذروا ضربة الشمس.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الخميس 24 يوليو 2025    إصابة شخصين إثر انقلاب سيارة بطريق "الإسماعيلية- العاشر من رمضان"    موعد فتح باب التظلمات على نتيجة الثانوية العامة 2025 وطريقة الدفع    أحد الزملاء يخفي معلومات مهمة عنك.. حظ برج الدلو اليوم 24 يوليو    أول تعليق من أحمد فهمي بعد إعلان انفصاله عن زوجته (صور)    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    روسيا: تعليق عمل مطار سوتشي 4 ساعات بسبب هجمات أوكرانية    موت بإرادة الأب.. النيابة تأمر بدفن جثة ضحية شبرا الخيمة    في ذكرى يوليو.. قيادات حزبية وبرلمانية: خطاب الرئيس يؤكد صلابة الدولة    القناة 12 الإسرائيلية: تل أبيب تلقت رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار وتدرسه حاليًا    نهاية سعيدة لمسلسل "فات الميعاد".. تفاصيل الحلقة الأخيرة    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    الصحة العالمية: جوع جماعي في غزة بسبب حصار إسرائيل المفروض على القطاع    نجاح فريق طبي بمستشفى الفيوم في إنقاذ مريض مصاب بتهتك وانفجار في المثانة بسبب طلق ناري    رجال غيّروا وجه مصر.. ما تيسر من سيرة ثوار يوليو    علاء نبيل: احتراف اللاعبين في أوروبا استثمار حقيقي    رياضة ½ الليل| إقالة سريعة.. سقوط المصري.. السعيد فرحان بالزمالك.. وفحص الخطيب بباريس    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى    بأغنية «يا رب فرحني».. حكيم يفتتح صيف 2025    أحمد سعد يطلق «حبيبي ياه ياه» بمشاركة عفروتو ومروان موسى    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    رئيس محكمة النقض يستقبل وزير العدل الأسبق لتقديم التهنئة    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل سلطة التونة بالذرة    «الناصري» ينظم ندوة بالمنيا احتفالًا بذكرى 23 يوليو    «محدش قالي شكرا حتى».. الصباحي يهاجم لجنة الحكام بعد اعتزاله    أليو ديانج يحكي ذكرياته عن نهائي القرن بين الأهلي والزمالك    إيران تحذر مدمرة أميركية في خليج عمان.. والبنتاغون يرد    فودافون مصر تعتذر عن عطل الشبكة وتمنح تعويضات مجانية لعملائها    هرب من حرارة الجو فابتلعه البحر.. غرق شاب ببسيون في الغربية والإنقاذ النهري ينتشل جثمانه    لا ترمِ قشر البطيخ.. قد يحميك من مرضين خطيرين وملئ بالفيتامينات والمعادن    هل انتهت الأزمة؟ خطوة جديدة من وسام أبو علي بعد أيام من غلق حسابه على إنستجرام    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    ارتفاع البتلو وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    الأوراق المطلوبة للاشتراك في صندوق التكافل بنقابة الصحفيين    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏ أحمد عاطف دردير ل الأهرام المسائي‏:‏
قانون التعدين الحالي جريمة بكل المقاييس

قانون التعدين وما به من عوار‏,‏ يقف حجرة عثرة أمام المستثمرين‏..‏ ونظام طرح المزايدات وما به من آلاعيب‏,‏ حيث تذهب المشاريع التعدينية الكبيرة للسماسرة‏..‏ ومستقبل مصر التعديني وما يواجهه من تحديات‏.
حيث من المفترض أن تتبوأ مصر مكانتها كمركز للتعدين في افريقيا وآسيا وحوض المتوسط‏..‏ واللغط الذي تلوكه الألسنة حول حصة مصر والشريك الأجنبي من ذهب منجم السكري‏..‏ عن كل تلك القضايا‏,‏ كان حوارنا مع الدكتور أحمد عاطف دردير‏,‏ رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق‏,‏ والخبير الجيولوجي‏,‏ وأحد الذين شاركوا في وضع الاتفاقية المنظمة لحق استغلال منجم السكري بين الحكومة المصرية‏,‏ ممثلة في هيئة الثروة المعدنية‏,‏ والمستثمر الأجنبي‏,‏ ممثلا في الشركة الفرعونية لمناجم الذهب‏.‏
‏*‏ بداية‏,‏ ما تاريخ استخراج الذهب في مصر؟‏,‏ وما الاتفاقيات التي تنظم ذلك؟
‏**‏ توقف انتاج الذهب في مصر منذ عام‏1954‏ من آخر مناجمه في منطقة وادي الحمامات علي طريق قفط القصير‏.‏ ومنذ ذلك التاريخ‏,‏ لم يتقدم أي مستثمر مصري أو أجنبي للاستثمار في عمليات استخراج الذهب حتي عام‏1984.‏ وكان الذهب الذي يستخرج منذ أيام الفراعنة حتي عام‏1954‏ يركز فقط علي عروق المرو‏(‏ الكوارتز‏)‏ الحامل للذهب الظاهر علي السطح‏,‏ والذي يري بالعين المجردة‏,‏ والذي لم تتعمق مناجمه في باطن الأرض كثيرا لأسباب تكنولوجية‏,‏ منها قلة محتوي عروق المرو من الذهب مع العمق‏.‏ وعلي مدي أكثر من‏30‏ عاما من‏1954‏ إلي‏1984,‏ لم تتقدم أي شركة مصرية أو أجنبية علي العمل في مناجم الذهب التي يروج البعض أنها‏120‏ منجما‏,‏ مع أن مصر لم يكن بها‏,‏ لا في العصر القديم ولا في العصر الحديث‏,‏ مناجم منتجة بهذا العدد‏.‏
وبعد انتقال الإشراف علي الثروة المعدنية من وزارة الصناعة إلي وزارة البترول عام‏1984,‏ تبني الكيميائي عبد الهادي قنديل‏,‏ إدخال نظام الاتفاقيات التعدينية بنفس النمط والأسس التي توقع بها اتفاقيات البترول‏(‏ أكثر من‏250‏ اتفاقية‏),‏ واعتمادا علي النص القانوني الوارد بالمادة‏50‏ من القانون‏86‏ لسنة‏1956‏ التي تجيز التعاقد مع شركة أو جمعية أو مؤسسة بشروط خاصة غير الواردة بالقانون‏86‏ لسنة‏1956,‏ ويصدر بهذه الشروط قانون من مجلس الشعب‏.‏
ومن الاتفاقيات التي صدرت في الإطار ذاته اتفاقية للبحث عن الذهب في وسط الصحراء الشرقية عام‏1984‏ لشركة مينكس الانجليزية‏,‏ وأخري للبحث عن الكبريت بشمال سيناء‏,‏ وثالثة عن الكبريت بخليج السويس لشركة متخصصة أمريكية هي فويبورت‏,‏ ورابعة عن البوتاسيوم بخليج السويس لشركة أمريكية‏,‏ ثم منطقة السكري مع الشركة الفرعونية عام‏1994,‏ واتفاقية للبحث عن الذهب بمنطقة حمش عام‏1999,‏ وتلاها عدد آخر‏.‏
وبرغم انتقال الإشراف علي هيئة المساحة الجيولوجية من وزارة البترول‏84‏ 1993‏ إلي وزارة الصناعة من‏94‏ حتي‏2004,‏ ثم عودتها إلي البترول مرة أخري من‏2004‏ حتي الآن‏,‏ فإن قاعدة ومبدأ الاتفاقيات التعدينية كان ولايزال مقبولا ومعمولا به في جميع الاتفاقيات التالية‏,‏ والتي عرضت علي لجنة تفاوض من خبراء فنيين واقتصاديين وقانونيين‏,‏ كما عرضت علي مجلس الدولة‏,‏ قبل الدفع بها إلي مجلس الوزراء‏,‏ ثم إلي مجلس الشعب لاستصدار القانون الخاص بها‏.‏ وليست اتفاقية السكري مختلفة عن ذلك‏,‏ ولكنها الوحيدة التي وصلت إلي حد الانتاج الكبير للذهب والمعادن المصاحبة‏.‏
‏*‏ تثور بين الحين والآخر اتهامات بشأن انتاج الذهب من منجم السكري‏,‏ فما هو السبب في ذلك؟
‏**‏ فيما يتعلق بالتعدين في مصر‏,‏ فإننا نعاني من انتشار الشائعات التي ليس لها أي أساس واقعي‏.‏ ورغم ذلك‏,‏ تجد قبولا واستجابة من قبل الناس‏,‏ نتيجة غياب الوعي التعديني‏.‏ فكثير من الشائعات التي تتردد في مصر لن تجد آذانا صاغية‏,‏ ولن يكون لها مجال لتنتشر في دول يرتفع فيها الوعي التعديني مثل جنوب افريقيا أو كندا أو استراليا‏,‏ بل وستكون مثار نقد‏,‏ حال ترديدها‏.‏ فعلي سبيل المثال‏,‏ تتردد شائعات في مصر بأن الشركة عثرت علي عرق ذهب‏,‏ ولا يوجد في عالم التعدين شيء يسمي عرق ذهب‏,‏ لأن الذهب يوجد كجزيئات صغيرة مختلطة بالصخور‏,‏ ولا يوجد مطلقا ككتلة واحدة كبيرة ونقية‏.‏ كذلك‏,‏ ردد البعض أن الشركة كانت تنتج من منجم السكري نحو‏10‏ أطنان من الذهب يوميا قبل ثورة‏25‏ يناير‏,‏ وأن هذا الرقم ارتفع بعد الثورة إلي نحو‏20‏ طنا يوميا‏.‏ ولعل المثير للسخرية في هذا الكلام أن كل مناجم العالم‏,‏ ومن بينها منجم السكري‏,‏ لا تنتج إلا‏6‏ أطنان فقط من الذهب يوميا‏.‏ فلا يمكن تصديق مثل هذه السخافات سوي بسبب هذا الجهل التعديني‏.‏
‏*‏ تم توجيه انتقادات حادة إلي اتفاقيات التعدين التي توقعها مصر مع المستثمرين في هذا المجال‏..‏ ما السبب في ذلك؟
‏**‏ إذا أجرينا مقارنة بين مصر وغيرها من بلاد العالم المزدهرة في صناعة التعدين‏,‏ فإننا نلاحظ أن أكبر عيوب الاتفاقية التي تطرحها مصر علي المستثمرين هو ان الحكومة تفرض نفسها كشريك‏,‏ وهذا وضع تنفرد فيه مصر علي مستوي العالم في البلاد الأخري المتقدمة في هذا المجال‏,‏ تدفع الشركات المستثمرة ضرائب وإتاوة لاستغلال منجم من المناجم دون إرغامها من قبل تلك الدول علي الدخول في شراكة‏,‏ لأن أكبر معوق أمام الاستثمار في قطاع التعدين‏,‏ هو فرض الشراكة الحكومية‏,‏ والذي يعد جريمة بكل المقاييس وهذا الوضع لم يراجع منذ سنين طويلة‏,‏ رغم التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم في هذا المجال خاصة‏.‏
‏*‏ هل من دليل علي سوء استغلال الثروة المعدنية في مصر؟
‏**‏ الأدلة كثيرة‏..‏ لو نظرت مثلا إلي الطريق الدولي بكل محاوره‏,‏ فسيهولك حجم الدمار والخراب الذي لحق بهذا الطريق الجميل‏,‏ الذي لم يراع أصحاب المحاجر حرمته خذ مثلا وادي سنور شرق النيل في بني سويف‏,‏ والذي به أجمل محاجر الألباستر التي لو استغلت الاستغلال الأمثل لأصبحت مصر من أغني بلاد العالم‏..‏ وكان ينتج منذ أيام الفراعنة الأوعية التي تحفظ فيها أحشاء الفرعون هذا المحجر تحطم تماما‏,‏ لعدم وجود خبرات وكوادر متخصصة وكان من نتيجة تكسير الجبل‏,‏ في السابق‏,‏ إنتاج أربعة أمتار من حجر الألباستر‏,‏ أما الآن فلا ينتج إلا حصوة‏,‏ مع استخدام الديناميت‏,‏ ورغم انه محرم وممنوع استخدامه في إنتاج هذه الصخور الرقيقة كذلك إذا ذهبت إلي الكيلو‏20‏ طريق مصر الإسكندرية الصحراوي‏,‏ فستري أكواما من النفايات من الحجر الجيري‏,‏ جراء عدم الرعاية والاهتمام بهذه الثروة المعدنية التي تزخر بها أراضي مصر أليس كل هذا دليلا علي سوء استغلال الثروة المعدنية في مصر؟ ومنذ أن وضعت المحاجر تحت يد المحليات‏,‏ تم القضاء علي أي أمل في صعود وبروز متخصصين يفهمون في هذه المهنة‏,‏ لأن أي مشروع يأتي بلواء من الجيش أو الشرطة‏,‏ غير متخصص ولا يملك أي خبرة‏,‏ ومن ثم لا يحافظ علي هذه الثروة
‏*‏ كثر الجدل أخيرا حول ضرورة مراجعة وتعديل اتفاقية البحث والتنقيب عن الذهب وإنتاجه في منطقة السكري‏,‏ لأنها مجحفة تجاه مصر‏..‏ فما حقيقة ذلك؟ وعلام تنص الاتفاقية؟
‏**‏ إذا رجعنا لنصوص اتفاقية الالتزام الصادرة بالقانون‏222‏ لسنة‏1994,‏ والتي شملت ثلاث مناطق‏,‏ منها جبل السكري‏,‏ فسنجد أنها وقعت بين الحكومة المصرية وبين طرفين‏,‏ هما هيئة الثروة المعدنية والشركة الفرعونية‏,‏ باعتبار ان الحكومة هي المالكة لثرواتها المعدنية‏,‏ سواء في باطن الأرض أو فوقها أو في مياهها الإقليمية‏,‏ وقد صدر لاستثمارها قانون خاص‏,‏ هو القانون‏86‏ لسنة‏1956‏ الخاص بالمناجم والمحاجر وقد نصت الاتفاقية وحسب نص الفقرة‏(‏ د‏)‏ من المادة الثالثة علي أن تتحمل الفرعونية وتدفع جميع التكاليف والمصروفات اللازمة لتنفيذ كل العمليات‏,‏ ولا يشمل استرداد مصروفات البحث التي انفقها المستثمر أي فوائد علي المشروع أما مصروفات الاستغلال‏,‏ فتحتسب الفوائد فقط علي‏50%‏ منها كحد أقصي علي الاستثمارات التي تقوم الفرعونية باقتراضها من مؤسسات مالية غير تابعة لها‏,‏ بشرط أن تبذل الفرعونية دائما أقصي جهدها للحصول علي أفضل سعر علي تلك القروض‏(‏ بما لا يتجاوز‏1%),‏ أي أن المستثمر عليه أن يتحمل‏50%‏ من فوائد الأموال المقترضة‏,‏ ولا تدخل في حساب الاسترداد‏.‏
وبغض النظر عن وجود أي حكم مخالف في الاتفاقية‏,‏ فإن الفوائد علي استثمارات الاستغلال‏,‏ التي تستحق قبل بدء الإنتاج التجاري‏,‏ يجب ألا تحتسب ضمن مصروفات التشغيل‏,‏ وهذا يعني عدم استردادها في ذات السنة‏,‏ بل تحتسب ضمن مصروفات الاستغلال التي يتحمل المستثمر منها‏50%‏ من الفوائد المستحقة اما الفوائد علي استثمارات الاستغلال التي تستحق بعد بدء الإنتاج التجاري‏,‏ فتحسب ضمن مصروفات التشغيل‏,‏ وهو نظام لا يطبق عالميا إلا علي شركات التعدين‏,‏ ولا تقبل به أي شركة مصرية أو بنك مصري يشترط وجود رهن علي أي استثمارات تقترض علاوة علي ذلك فإن استرداد مصروفات البحث لا يستحق عنها المستثمر أي فوائد‏.‏
وبما أن هذه الاتفاقية سوف تؤدي إلي قيام نشاط تعديني جديد في مناطق نائية محددة بالاتفاقية لا يتوافر فيها البشر أو العمالة من أي نوع أو المياه‏,‏ أو سوف يمنح إعفاء من كل أنواع الضرائب المفروضة في مصر‏,‏ والمعمول بها وقت سريان الاتفاقية‏,‏ وأي ضرائب أخري مستقبلية‏,‏ تحت أي مسمي غير المفروضة حاليا‏,‏ وذلك لمدة خمس عشرة سنة‏,‏ اعتبارا من بدء الإنتاج التجاري للذهب‏.‏
‏*‏وماذا عن استرداد التكاليف واقتسام الإنتاج؟
‏**‏أولا يتم دفع إتاوة للحكومة بواقع‏3%‏ من إجمالي إيرادات المبيعات كل ستة أشهر تدفع نقدا خلال فترة الاستغلال عن طريق شركة العمليات المشتركة بين المستثمر وهيئة الثروة المعدنية‏,‏ بالنيابة عن الشريكين‏,‏ غير قابلة للاسترداد‏.‏
أما المبالغ الباقية من الإيرادات‏,‏والتي تمثل‏97%‏ من إيراد المبيعات فيتم الاسترداد منها كالآتي‏:100%‏ من جميع مصروفات التشغيل السنوية التي تراكمت بعد بدء الإنتاج التجاري‏,33,3%‏ من مصروفات البحث‏,33.3%‏ من مصروفات الاستغلال‏,‏ وإذا لم تكف الإيرادات المحققة للاسترداد فإن مالم يسترد يرحل الي السنة أو السنوات التالية‏,‏ إلي أن يتم استردادها بالكامل‏.‏
وأي مبالغ متبقية من إيرادات المبيعات‏,‏ بعد دفع الإتاوة ومصاريف التشغيل الجارية السنوية والجزء المقرر من مصروفات البحث والاستغلال‏,‏ توزع بنسبة‏50%‏ لكل من الهيئة والفرعونية‏,‏ وهذا يرد علي من يقول إن مصر تحصل علي‏30%,‏ والمستثمر يحصل علي‏70%.‏
‏*‏ وماذا في حالة عدم تحقيق اكتشاف تجاري قبل نهاية فترات البحث؟
‏**‏في هذه الحالة لاتتحمل الهيئة أي تكاليف تكون قد أنفقت في البحث‏,‏ ويتحملها المستثمر بالكامل دون الرجوع علي الحكومة أو الهيئة بأي تعويضات‏.‏
‏*‏لماذا تعني الدول بمنح كل تلك الإعفاءات والمزايا للشركات المستثمرة في قطاع التعدين؟
‏**‏معظم بلاد العالم تعرف أن المستثمر في مشروع تعديني‏,‏ مثل منجم السكري‏,‏ يضع استثمارات في البحث والاستكشاف‏,‏ وهذه استثمارات وتدفقات مالية تغذي اقتصاد الدولة‏,‏ ودونما أي مقابل‏,‏ لأنها كلها تسبق أي استثمارات لبدء الإنتاج الذي تلزمه استعدادات وتجهيزات أخري‏,‏ فضلا عن أنها استثمارات غير مضمونة لأنها يمكن أن تنتهي الي عدم اكتشاف أي معادن‏.‏
بالإضافة إلي ذلك‏,‏ فإن أي مشروع تعديني‏,‏ حال العثور علي معادن يكون استخراجها مجديا اقتصاديا‏,‏ يسهم بشكل كبير ليس فقط في ضمان عوائد للدولة تعزز ميزان مدفوعاتها من الضرائب أو الإتاوات‏,‏ التي تكون كبيرة في الأغلب‏,‏ بالنظر لضخامة المشروعات التعدينية‏,‏ ولكن المشروع التعديني يسهم كذلك وبدرجة كبيرة في تغذية قطاعات اقتصادية أخري‏,‏ مثل قطاعات المقاولات والنقل وغير ذلك
ونتيجة إدراك كل هذه المنافع‏,‏ فإن كثيرا من دول العالم تسعي لجذب هذا النوع من الاستثمارات من خلال منحها إعفاءات من الضرائب والإتاوات‏,‏ مثلما هو الحال في استراليا بل وحتي في الصين‏,‏ التي بدأت منذ نحو‏6‏ سنوات في منح إعفاءات كبيرة لجذب المستثمرين الي قطاع التعدين‏,‏ فتلك الدولة ذات الاقتصاد الاشتراكي تقليديا‏,‏ كانت تمتلك كل المشروعات وتديرها‏,‏ باتت تتيح للشركات التي ترغب في الاستثمار في قطاع التعدين في أراضيها ملكية المشروع بنسبة‏100%,‏ وتمنحها إعفاء ضريبيا كاملا لمدة عامين‏,‏ ثم إعفاء من نصف الضرائب لمدة ثلاث سنوات‏.‏
وجراء تلك السياسة‏,‏ صعدت الصين‏,‏ في غضون خمس سنوات‏,‏ من لاشئ في مجال التعدين لتحتل المرتبة الأولي عالميا من حيث كمية ما تنتجه من معادن‏.‏
‏*‏هناك من يقول أن سبب الأزمة الحالية هو عدم المراقبة من الشريك الحكومي‏..‏ ماحقيقة ذلك؟
‏**‏هذا كلام عار من الصحة لأنه بعد بدء الإنتاج التجاري للذهب سنة‏2008,‏ تم إنشاء شركة للعمليات هي الآن شركة السكري للعمليات تتبع الحكومة ولجنة بحث استشارية‏,‏ مكونة من ستة أفراد‏,‏ ثلاثة من طرف المستثمر‏,‏ وثلاثة من الجانب الحكومي‏,‏ ممثلا في هيئة الثروة المعدنية‏,‏ ورئاسة هذه اللجنة من الطرف الحكومي‏,‏ أي من الهيئة مهمة هذه اللجنة هي مراقبة ماينفقه المستثمر الذي يقوم بتقديم فواتير عن جميع أنشطته‏,‏ وتقر هذه اللجنة ماتقره وترفض ماترفضه‏,‏ خاصة إذا كان ماترفضه ليس في مصلحة عمليات البحث والاستكشاف فأين إذن غياب الرقابة الذي يتحدثون عنه؟
‏*‏ هناك من ينتقد طول مدة استغلال منجم السكري‏,‏ وهي‏30‏ سنة‏..‏ ماوجه ذلك الانتقاد؟
‏**‏بالنسبة لمدة الاتفاقية وهي‏30‏ سنة‏,‏ فلا شك في أن من ينتقد هذه المدة ليست لديه دراية بعمليات التعدين والاستخراج التعديني‏,‏ وقد نص القانون‏86‏ لسنة‏1956‏ بالنسبة لجميع الخامات والمعادن علي أن تكون المدة‏30‏ سنة تجدد لفترة مماثلة‏.‏
وإذا كان الخام لايزال مستمرا‏,‏ وكان المستثمر يوفي بالتزاماته‏,‏ وطلب المد بعد ذلك‏,‏ فيتم ذلك بقانون‏,‏ لأن قانون المناجم يعامل علي أنه قانون خاص‏,‏ويحتاج تعديله الي تشريع من مجلس الشعب‏,‏ وهو الأمر المعمول به تقريبا عند استثمار المنجنيز والفوسفات وخامات الأسمنت والسيراميك وغيرها‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.